إن تغيير الهياكل التعليمية والسياسات له أهمية في خلق الظروف المؤاتية
لتأسيس المدارس قليلة العدد لتحقيق ما تصبو إليه هذه المدارس. غير إن
هذا التغيير يتم من خلال الاعتماد على
الابتكار بدلا من الدعم الهيكلي
والسياسي.
إذ إن البيئات الهيكلية والسياسية تفرض بعض الصعوبات على
المدارس قليلة العدد والمدارس التي تقع ضمن مدارس أخرى ، من خلال
التركيز على ما تراه المدارس ضرورياً لمهمتها أو من خلال تبني تطبيقات
تتناقض مع أهداف المدارس الصغيرة فتعمل هذه الهياكل والسياسات كحاجز
دون تحقيق أهداف هذه المدارس . لذلك على المدارس الصغيرة أن تتبنى
أسلوب الابتكار في نهجها من خلال ابتكار معايير أداء تخضع للاختبار
والتقييم الذي يعتبر جزءاً أساسياً من سياسة هذه المدارس لخلق بيئة
تعليمية مزدهرة .
والسؤال الذي نطرحه الآن هو
: "هل حقاً تحتاج المجتمعات إلى مدارس أقل عدداً ؟" يعتقد ذلك بعض
المؤيدين لأهمية عدد الطلاب في الصفوف ، وقد أولى الكثير من الآباء
والمعلمين اهتماما اكبر بهذه المسألة ، لأنهم يرون إن هناك ضرورة
وأهمية لتقليص المدارس أو الاهتمام بشكل فاعل بالمدارس الكبيرة
وانضباطها . ويتبين من ذلك أن المدارس قليلة العدد تعطى شعوراً أقوى
بالمجتمع ويولي فيها المعلمون اهتماما اكبر بالطلبة . على الرغم من
أهمية البحوث التي أجريت حول حجم المدارس وأثرها على الطلبة فالحجم
وحده ليس كافياً لخلق مدارس ناجحة . إذ إن المدارس الصغيرة الناجحة
تشترك بمجموعة من الصفات المشتركة مع المدارس الأخرى ومن ضمنها القيادة
الناجحة . يجب أن يكون لقادة المدارس الصغيرة رؤية واضحة لتصميم
المنهاج الدراسي وخلق منظمة تربوية
تلاءم جميع الطلبة من خلال استخدام
تقنيات وأساليب معينة . وعليهم أن يكونوا قادة تربويين ومرشدين
توجيهيين لزملائهم المعلمين من خلال توفير الخبرات وان يفسحوا المجال
للمعلمين للعمل معاً . وعليهم
أن يتعاونوا من خلال
تطوير المشاركة التعليمية وربطها بالمجتمع وهيئات التعليم العالي . أما
خصائص المدارس والصفوف الدراسية ذات الأعداد القليلة فهي كالآتي :
يكون المعلمون على اطلاع بطلبتهم وكذلك الطلبة على معرفة
كافية بمعلميهم .
يعمل المعلمون بشكل متعاون في المجتمع
المهني للمدرسة إذ يرتبطون بالتطبيقات التعليمية ويعتبرون
عمل الطالب جزءاً من عمل الفريق النظامي المدرسي .
تركز المدرسة على المنهاج الدراسي والهدف
الواضح .
من كل ما سبق ، يتبين إن للمدارس ذات الصفوف قليلة العدد أهمية كبيرة
في تعزيز وتطوير أداء الطالب من خلال الإشراف المباشر والمتابعة
المباشرة من قبل المعلم مما يساعد في عملية تقييم الأداء داخل وخارج
الصف الدراسي.
ولابد من التركيز على جودة المدارس والقيادة المدرسية الفاعلة والكادر
المدرسي . إذ لكل من هذه الجوانب آثاره في تحقيق الأهداف الأساسية لهذه
المدارس :
رفع المستويات العلمية عند الطلبة كافة .
رجوع