خلال
العديد من السنوات ناقش التربويين آثار حجم الصف الدراسي وحجم المدرسة
على تعلم الطالب وتحصيله الدراسي . وركزت هذه القضية على المدارس
الصغرى إذا كانت تشجع تعليم الطالب وتطوره بشكل
أفضل من غيرها. يرى بعض التربويين
أن كبر حجم
الصف الدراسي قد يؤدي إلى حرمان بعض الطلبة من المشاركة في الحصة
الدراسية وذلك لكثرة عدد الطلبة في الصف الواحد وصعوبة سيطرة المعلم
على الطلبة مما يؤدي إلى صعوبة تمييز الأطفال المتميزين أو معرفة من
بحاجة إلى التركيز عليه بصورة أكبر من غيره مما يؤدي إلى إهمال مثل
هؤلاء الطلبة وتجاهلهم . وهذا قد لا يحدث
إلا
إذا كان المعلم له القدرة والسيطرة على جميع الطلبة داخل الصف واستيعاب
حاجاتهم . لذلك ينبغي على المعلمين بناء وتطوير كم هائل من
الاستراتيجيات التوجيهية للوصول إلى كل طالب بفرده من هنا يتبين إن
تقليص الصف يساعد المعلم في الاطلاع على الأداء الفردي لكل طالب وذلك
يستغرق وقتا طويلا ويتطلب تركيزاً عميقاً . أما بالنسبة
لأثار الصف
الدراسي النموذجي ، فقد اختلفت وجهات نظر الباحثين حول هذا الموضوع .
فمنهم من أيد تقليص الصف الدراسي لما له من أثر على أداء وتحصيل كل
طالب . ومنهم من رفض فكرة تقليص الصف الدراسي والمدرسة . وقد تم إجراء
دراسات إختبارية للكشف عن تأثير حجم الصف الدارسي من خلال إنشاء صفوف
دراسية قليلة العدد وتقييم تحصيل الطلبة فيها . وقد توصلت
أغلب
الدراسات إلى الاستنتاجات التالية :
للصفوف
الدراسية قليلة
العدد فوائد كبيرة في المراحل الأولى .
فوائد الصفوف الدراسية قليلة العدد اكبر عندما يحوي الصف الدراسي اقل
من عشرين طالباً .
إن
جميع الطلبة يستفيدون من التعليم في مثل هذه الصفوف سواء كانوا من
الذكور أم من الإناث .
التخطيط لخلق موقع
مدرسي قليل العدد يتطلب :
خلق مكان يشعر فيه الأطفال بالانتماء
والثقة .
الاستمرار في متابعة مهارات وأداء الطلبة
عبر المراحل الدراسية .
التعاون والمشاركة في خطط التطوير ونشاطات
المنهاج الدراسي الإضافي .
إجراء تقييم بقدرات الطلبة وحاجاتهم من
سنة إلى أخرى .
إجراء البرامج الفردية للطلبة
لتلبية حاجات كل طالب .
التعاون عند استخدام الزمان والمكان .
لقد كانت ردود أفعال أولياء الأمور والمعلمين إزاء هذا المشروع جيدة . إذ
يمكن أيضاً دعوة أولياء الأمور المشاركة في هذا البرنامج من خلال
ملاحظاتهم وآرائهم الشخصية وتقديم المساعدة . لذلك ، وبمرور الوقت وجد ان تحصيل وأداء الطلبة في هذه المجتمعات قليلة العدد هي أفضل من أداء
أقرانهم في المدارس الأخرى ذات الأعداد الكبيرة من الصفوف . إذ إن
الصفوف الدراسية قليلة العدد تقدم مجتمعاً من المتعلمين الذين لهم
اهتمامات مشتركة وفرص اكبر للتعاون والمشاركة في المعرفة
العلمية.