ثانياً: التمهيد وحرارةُ الهواءِ ورطوبتُهُ من العناصرِ الجوِّيةِ ذاتِ الشأنِ في التنبؤ الجويِّ ، يُلحظُ ذلك بوضوح وجلاءٍ ، خلالَ التقلُّبات الجويةِ التي لا تعدوُ كونَها اختلافاتٍ في درجات الحرارةِ والرُّطوبةِ ، يُؤثّرُ فيها اختلافُ الريحِ والمناطقُ التي تهبُّ منها ، فرياحُ الخماسين مثلاً تأتي من قلبِ الصحارى حارّةً جافةً ، بعكسِ الرياحِ البحريةِ . وتُقاسُ درجتا الحرارةِ والرطوبةِ بأجهزةٍ خاصةٍ مثل جهازِ الترمومتر لقياسِ درجةِ الحرارةِ ، وجهازِ الهيجرومتر لقياس درجةِ الرُّطوبةِ . أمّا اتجاهُ الريح فيتعيَّنُ بجهازٍ بسيط يُدعى "دوَّارةَ الريح" وتقاسُ سرعتهُ بأجهزةٍ تسمى "الأنيمومترات" .
وتشملُ عمليةُ الرَّصدِ تقديرَ شفافيةِ الهواءِ(3) في اتجاهٍ أُفقي لفائدةِ الملاحينَ خاصَّةً ، وهو ما يُعبّرُ عنهُ بمدى الرُّؤيةِ ، والمقصودُ به أطولُ مسافةٍ يُمكنُ أنْ تُرى عليها الأجسامُ بوضوح . ويؤثّرُ بعضُ ظواهرِ الجوِّ مثلُ الضبابِ ، والعجاج ، والمطرِ الغزيرِ ، وعواصفِ الرمالِ في درجةِ شفافيةِ الهواءِ ، فتُقلِّلُ منها .
وإذا ما تمَّ رصد عناصرِ الجوِّ المختلفةِ السالفةِ في ساعةٍ مُعينةٍ بمحطّةٍ من محطاتِ الرصدِ ، تُرسلُ النتيجةُ في الحالِ إلى المركزِ الرئيس لذلك البلدِ . وتتبادلُ الدُّولُ فيما بينها هذه الرَّصداتِ بإعادةِ إذاعتها بأقصى سرعةٍ على شيفراتٍ خاصَّةٍ(4) ، يُتَّوخّى فيها تجنُّب استعمالِ اللغاتِ لتوفيرِ الوقتِ ، وإتمامِ الفائدةِ . وتلتقِطُ كلُّ دولةٍ ما يهمها من رصداتٍ جوِّيةٍ مذاعةٍ ، وتُسجِّلُ النتائجَ على خرائطَ خاصةٍ للاستفادةِ منها .
ويُعرفُ مُناخُ كلِّ إقليمٍ من حسابِ متوسطات عناصرِ الجوِّ ، ويتمُّ ذلكَ عندما تتوافرُ سلسلةٌ من رصدات تلك العناصرِ كلَّ يومٍ بوساطةِ شبكةٍ من محطاتِ الرصدِ في ذلك الإقليمِ خلالَ سنينَ كثيرةٍ . أمَّا الطقسُ فهو ما تحدُدُه العناصرُ الجويَّةُ في أثناءِ فترةٍ معينةٍ ، وهو يتغّيرُ من يومٍ لآخَر ، فقد يكونُ في يومٍ من أيامِ الربيعِ بارداً ، وفي اليوم الذي يليه حاراً .
(3) شفافية الهواء : خصيصة في الهواء تجعله يسمح بمرور الأشعة الضوئية ، فتساعد على روية الأشياء من خلاله.
(4) شيفرات خاصة : إشارات ورموز خاصة تستعمل في الاتصال البرقي السري .
|
||||||||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |