ثانياً: التمهيد 

ومن أهَمِّ المسائلِ التي عالجها العلمُ حديثاً "التنبؤ" الجويُّ ، أو معرفةُ ظواهر الجوِّ قبلَ حدوثِها بمدةٍ تختلفُ من بضعِ ساعاتٍ إلى عدةِ أيام ، وقد تمتدُّ فترةُ التنبؤ بعنصرٍ من عناصرِ الجوِّ كالمطرِ لموسمٍ بأكمله ، وقد نجحَ علماءُ الرصدِ في ذلك إلى حدٍ بعيدٍ .

وتنحصرُ فكرةُ التنبؤ الجويِّ في أبسط صورها في أمرين :

أولهما معرفةُ ما سيكونُ عليه توزيعُ الضغطِ الجويِّ بعد فترةٍ معينةٍ ، لأنَّ الضغطَ دائمُ التغيُّرِ ، وثانيهما معرفةُ خصائصِ كُتل الهواء⁽²⁾ التي تُلازمُ التوزيعَ الجديدَ في طبقاتِ الجَوِّ المختلفةِ أو تحديدُها ، وبخاصة عندَ سطحِ الأرض . ومما يساعدُ على نجاحِ التنبُّؤاتِ الجويةِ الخبرةُ المحليةُ والمراس ، والتتبعُ الدائمُ لظواهر الجوِّ ، ثم تطبيقُ عِلمِ الأجواءِ على كلِّ ما نشاهدُ من ظواهرَ جويةٍ ، ومحاولةُ تفسيرِ هذهِ الظواهرِ على أسسٍ من العلمِ صحيحةٍ .

والضغطُ الجويُّ في مقدمة الظواهرِ الجويةِ التي تخضعُ لعملياتِ الرَّصدِ . وهو يتغيرُ على سطحِ الأرضِ بتغيُّرِ الزمانِ والمكانِ ، تبعاً لاختلافِ كثافةِ الهواءِ ، وكمياتِ أبخرةِ المياةِ العالقةِ فيه ، وطبيعةِ تحركهِ , ويتبعُ هذه التغيُّراتِ تغيراتٌ واضحةٌ في الرياحِ وشدتها . واختلافاتُ الضغطِ الجويِّ تُعطي الهواءَ القوةَ الدافعةَ إلى الحركةِ ، ولهذا كان لقياسةِ وقياسِ مدى التغيُّر فيه أهميةٌ عظمى في أعمال التنبؤ الجويِّ . ويُقاسُ الضغطُ الجويُّ عادةً بمقياييسَ تُعرفُ "بالبارومترات" ، فعندما يهبطُ البارومتر فإنَّ ذلك يدلُّ على تردِّي الأحوالِ الجوية ، وعندما يرتفعُ يدلُّ على تحسُّنِ الجوِّ أو ميلهِ إلى التحسُّنِ .

(2) الكتلة الهوائية : هي كتلة ضخمة من الهواء تتساوى درجة الحرارة والرطوبة في أي مقطع أفقي منها .

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية