أولاً: تمهيد عام: الكتابة والإملاء كمهارة من مهارات اللغة:
إن الدقة والصحة والوضوح في رسم أشكال الحروف في الكلمات التي تتكون منها الجمل والموضوعات التي يريد المرء نقلها إلى الآخرين، يترتب عليها جميعها: امتلاك المتعلم لمهارة رسم أشكال الحروف في الكلمات من أجل استخدامها فيما يريد أن ينقله إلى الآخرين في مجال التعبير عن حاجاته وأرائه ومشاعره وما يحتاج إليه من شؤون وأمور ذاتية أو عامة لكي يمكنه ان يوصل ما يريد إيصاله إلى غيره – المتلقي أو الجماعة المتلقية – بطريقة صحيحة بعيدة عن الغموض واللبس، وبالتالي فإن رسالته تصل إليهم ويتم فهمها ومعرفة مضامينها.
إن الأخطاء الكتابية تعرض مستخدم اللغة إلى كثير من مواقف الإحراج والشعور بالتقصير، بالإضافة إلى عدم فهم ما أراد إيصاله إلى الآخرين.
ولعل من الأمور التي ينبغي الانتباه إليها والاهتمام بها في مجال تعليم اللغة العربية، أن اتقان مهارة الكتابة الصحيحة عند صغار التلاميذ أمر ممكن وميسور، وأن معلمي اللغة العربية يجب أن ينتبهوا إلى ما يسمى بأسلوب الوقاية في الكتابة، وهو يعني أن نجنب المتعلم الوقوع ابتداء في الخطأ، ومن ثم تصويبه له، فنكون قد جنبناه الوقوع في الخطأ، ووقيناه من المرور بتجربته، وذلك عن طريق إتاحة الفرص والمجالات العديدة لتدريب التلاميذ منذ الصف الأول الإبتدائي على الكتابة الصحيحة للمفردات التي ترد في كتب تعليم اللغة في هذا الصف والصفوف الثلاثة التي تليه، حيث يعرض المعلم أمامهم مفردات – مما خطر في كتب اللغة – يقرأونها ثم يفهمون مدلولاتها، ويتدربون على رسمها على اللوح أو في دفاترهم او بأي وسيلةٍ أخرى، ومن ثم رصد المفردات التي يتكرر وقوع الأطفال والمبتدئين في الخطأ في كتابتها، وتدريبهم عليها بوسائل مختلفة تتناسب وقدراتهم العقلية ويُركز هنا على التدريب حتى درجة الاتقان. إن التدرج المنطقي في تدريب التلاميذ الصغار على الكتابة الصحيحة، في ظروف يستشعرون من خلالها المتعة والبعد عن الرهبة، والتعزيز الإيجابي لهم والثناء عليهم، سيقودهم إلى اتقان كتابة الكلمات التي تتناسب مع قدراتهم العقلية ومستواهم النمائي، وسيخلصهم من كثير من المشكلات التي يعاني بعضها عدد غير قليل من أقرانهم.
ومن نافلة القول إن اتاحة فرص التدرب على الكتابة الصحيحة في الصفوف الأربعة الأولى،إن روعيت فيه الشروط التربوية والنفسية للمتعلمين سيخلصهم من جل الأخطاء التي نلاحظها عند بعض الطلبة في صفوف المرحلة الثانوية أو ربما فيما يليها من مراحل تعليمية أخرى.
والأمل معقود على همة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات في متابعة تدريب الأبناء على الكتابة الصحيحة لمفردات وجمل اللغة، لأن رقي الأمة يقاس بمقدار احترامها للغتها، وحرصها على أن يتقن أبناؤها استعمالها بطريقة سليمة استماعاً وقراءة وكتابة وحديثاً. وأن من شأن ذلك أن يشعر أبناء الأمة بالثقة في أنفسهم، لامتلاكهم ناصية الاستخدام الأمثل للغة، ويجنبهم المواقف المحرجة التي تنجم عن الاستعمال الخاطئ لها.
|
|||||||||
Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |