الشاعر العباسي البحتري
البحتري :
هو الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري
وينتهي نسبه إلى بحتر وهو بطن من بطون قبيلة طيئ ، ولد
في منبج قرب حلب ( سنة 206 هـ ) ومات فيها ، و هو شاعر
كبير يقال لشعره
سلاسل الذهب
وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم المتنبي
وأبو تمام والبحتري.
تتميز منبج بجمال طبيعتها وفصاحة أهلها فكان لذلك أثره
العميق في شحذ موهبته الشعرية وفي ميل نفسه إلى التعلق
بالجمال عرف الحب في صباه فقد عشق علوة بنت زرعة
الحلبية تلك التي ظل يذكرها في شعره حتى وهو في غمرة
انشغاله بهموم الحياة وتدبير شؤون العيش من مدح للحكام
وتقرب من الوزراء. نشأ البحتري في بيئة طبيعية تغذي موهبته الشعرية ، وكان الشاعر أبو تمام يملأ الدنيا من حوله بشعره الذي تميز بالجدة والخيال الجامح وتوليد الصور الفنية.
وكان
الشعراء في ذلك العصر قد وجدوا في المديح سبيلاً إلى الرزق والثراء وما
أن أحسّ البحتري بقدرته الشعرية حتى رحل إلى الشاعر أبى تمام الذي كان
يزور حمص بعد أن تجول في الممالك الإسلامية شرقا وغرباً طلباً للعطاء،
وكان الشعراء يقصدون أبا تمام طلباً لاعترافه بهم ونصحه لهم كما كان
خبيراً بالصنعة الفنية فلما وفد عليه البحتري مع جمع من الشعراء قال
أبو تمام للبحتري:
أنت أشعر من أنشدني فكيف حالك، ويبدو أن إعجابه به قد دفعه إلى الاطمئنان على أمور معاشه فشكا
البحتري بؤسه وفقره فوجهه أبو تمام برسالة توصية إلى أهل معرة النعمان
مؤكداً على شاعريته الجيدة وكأنه يدفع به إلى مسيرته الطويلة في عالم
المديح وجمع المال الذي أثبت البحتري أنه ظل خبيراً به طوال حياته .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |