سألت الدجى : هل تعيد الحياة لما أذبلته ربيع العمر
وهنا يطرح الشاعر تساؤله على الدجى وهو وقت تشتد فيه ظلمة الليل ، وهنا كناية عن الظلم والاستعمار .فهو يسأل هذا الوقت الذي يشتد به الظلم والاستعمار هل تعود الحياة لمن يفقدها ، فكان الصمت هو الجواب الذي ردت به شفاه الظلام وهنا كناية عن المستعمرين الذين لا يجدون جوابا أمام الحق ، وكذلك صمت الجمال المتمثل بعذارى السحر .
وقال لي الغاب في رقة محببة مثل خفق الوتر .
معانقة وهي تحت الضباب وتحت الثلوج وتحت المدر .
ولكن رغم الصمت المطبق في الأبيات السابقة عن تسأؤل الشاعر من قبل شفاه الظلام وعذارى السحر ، الا أننا الغاب يتكفل بالاجابة عن تسأؤل الشاعر وتبادل الحوار معه برقة محببة الى النفس كالنغم الجميل الذي تصدره أوتار الآلآت الموسيقية . فيفول الغاب أن الشتاء يجيء وقصد هنا بالشتاء الاستعمار والظلم وما يكدر صفو حياة الانسان ، وكما يأتي مع الشتاء الضباب والثلوج والمطر يأتي مع الاستعمار الظلم وسلب الحريات وجميع أشكال القسوة التي تشبه في قسوتها برودة الشتاء القارص والحاد بمطره وثلوجه ، ولكن هناك بذور وهي أصل النبات والحياة تبقى مخبئة تحت الثلوج وتحت الطين وتحت الضباب تحمل في داخلها ما يبشر في الحياة وجمالها ولطفها ومبشرة بقدوم الربيع الأخضر. وكذلك حال الانسان فان طال الاستعمار وقمع الحريات وسلب الناس أوطانهم فان الناس ستبقى كالبذور يخزنون ويخبئون في دواخلهم الحياة وحبها وينتظرون الموعد الملائم لاخراج هذه الحياة .
| |||||||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |