محاولة لتفسير حلم سعيد مهران

في الفصل الثامن من رواية اللص والكلاب

 

والقارئ يقف امام السؤال الاول حائراً , ولا بد له أن يربط هذا الحدث بلقائه بابنته في بداية القصة حين رفضت أن تسلم عليه وتراجعت هاربة من أمامه .
فالجلد إذاً لرفض سناء له , وقد اضطره إلى التوسل والصراخ بلا كبرياء ولا مقاومه . وليس غريبا بعد ذلك أن يذكر سعيد الحليب في الحلم كرمز لطفولة ابنته بينما زوجته نبوية " حاملة سناء في قماطها " (ص 9 من الرواية ) وإذا ذكر الجلد والسجن فذلك يذكره بأحد رموز هذه السلطه , وهو رءوف علوان , الذي يرى في سعيد المعلم الروحي الذي خان مبادئه .فيتمنى أن تجلد سناء ذلك المعلم بالسوط بدلاً  من جلدها له حين أنكرته.

 

إن سناء هي رمز الطهارة والمثال التي ستحقق العدالة المفقوده في عالمه. أما بئر السلم التي تجلد فيها سناء رءوف علوان , فتعلق بذهنه من  إثر محاولة اغتيال عليش ومكوثه فيها لحظات بعد الجريمة :"واستدار ليهرب , ومضى يثب فوق الدرجات بلا حرص حتى بلغ بئر السلم في ثوان . وقف يتنصت لحظة ثم مرق من الباب . ( ص 77_78 من الرواية) .

 

فبئر السلم التي علقت بذهنه من الجريمه تصبح في الحلم المكان الذي يجلد فيه رءوف علوان الواقف على رأس قائمة الخونه , رءوف علوان " الخائن الرفيع الممتاز, أهم في الواقع من سدره واخطر " ص 78 .
 

وهكذا ترمز بئر السلم ساحة العدالة الخاصة التي ينال فيها " الخونه " قصاصهم . ويتبين لنا من الحلم الذي أوضحنا بعض أركانه أن الصور المطروحة فيه يتحقق فيها الصدق الفني لأنها تتحول إلى رمز ذي علاقة وطيدة بوعي الشخصية المقدم من خلال هذا الحلم .
 

ووظيفة الرمز في العمل الروائي تعويض عن العجز في دلالة الكلمة الحرفية لنقل خصوصية الوعي. كما أن الرمز يضفي على الرواية ما يمكن تسميته بتنظيم فوضى الوعي . والرمز يأتي لينظم الرواية .

 

 

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية