توسيع الخبر :
أثر الخبر :
تتطور أحداث الرواية
متخذة من شخصية "
الزين
" محورا مركزيا . وفي هذا التطور يتوسع الخبر عبر
استدعاء كل واحد من المشاهد الثلاثة . ومن خلال هذا
التوسيع يتم تفسير دواعي حصول الأثر في الشخصيات من
جهة ، وإبراز العلاقات التي تربط بين مختلف الشخصيات
في الرواية من جهة ثانية ، وأخيرا يتم الكشف عن
خصوصياتها وطبائعها.
آمنة ، وبائعة اللبن : ينتقل بنا الراوي إلى المشهد
الأول بين حليمة بائعة اللبن وآمنة ليكشف لنا سر حصول
الأثر في آمنة وأسبابه . قبل شهرين من شيوع الخبر ،
كانت بين آمنة وسعدية أم نعمة قطيعة بسبب موت أم آمنة
، ولم تأت سعدية لتعزيتها ، أنها كانت مريضة في
المستشفى . وعندما خرجت منه لم تذهب آمنة للاستفسار عن
صحتها ، لأنها لم تعزها . لكن بعد مدة ذهبت آمنة إليها
لتطلب يد اينتها "نعمة " لابنها أحمد . وكان الجواب هو
الرفض "
والآن يزوجونها للزين . هذا الرجل
الهبيل الغشيم . يزوجونها للزين دون سائر الناس ... "
.
إن الأثر الذي أحدثه الخبر في آمنة
جاء مشفوعا بالغضب بسبب كون أهل العروس رفضوا تزويجها
لابنها أحمد ، لذلك " شعرت آمنة كأن في الأمر إساءة
موجهة إليها شخصيا ، عن عمد ". هذا الغضب أحست به
بائعة اللبن ، فحسبت آمنة قد أدركت أنها غشتها ،
فزادتها قليلا لتأخذ بخاطرها .
نجد الأمر نفسه مع ما رأيناه في المشهدين الثاني
والثالث .
حيث
يضعنا الراوي أمام الناظر والشيخ علي وعبد الصمد .
حين سمع الناظر بخبر زواج الزين من التلميذ الطريفي
نسي أن التلميذ جاء متأخرا ، وعليه أن يعاقبه . ولم
يمكث إلا برهة في القسم ، وطلب من التلاميذ مراجعة درس
الجغرافيا ، وخرج من القسم مسرعا ، وتوجه نحو دكان
الشيخ علي . بواسطة الخبر نجا لطريفي من العقاب ، ونجا
التلاميذ من درس الجغرافيا . تماما كما نجح الشيخ علي
في عدم ماعليه من دين لعبد الصمد الذي جاءه ليخلص منه
دينه بالخير أو بالشر .
|