توسيع الخبر :
ثاني مظهر للعجب
أنه
" كبر وليس في
فمه غير سنين ، واحدة في فكه الأعلى ، والأخرى في فكه
الأسفل ". ويتوسع الراوي في تقديم أوصافه الخارجية
مشفوعة بتشبيهات تتصل بعالم الحيوان : حواجب ولا أجفان
، عنق طويل كالزرافة ، ذراعان طويلتان كذراعي القرد،
ساقان رقيقتان طويلتان كساقي الكركي ، الضحك الغريب
الذي يشبه نهيق الحمار ،،،
هذان المظهران المتصلان بالعجب يجعلانه فريدا ومتميزا عن الجميع ، بحيث كان "موضوعا " للحكي منذ ولادته : الضحك الذي واجه به العالم كما ترويه أمه والنساء اللواتي حضرن فترة ولادته ، وفقدانه الأسنان البيضاء هو كذلك مما ترويه أمه عندما كان في السادسة من عمره ، ومرورها وهو صحبتها بخربة يشاع أنها مسكونة قبيل المغرب ، وكيف تسمر الزين فجأة " مكانه وأخذ يرتجف كمن به حمى ، ثم صرخ ، وبعدها لزم الفراش ، ولما قام من مرضه كانت أسنانه جميعا قد سقطت ،،، " .
إننا أمام شخصية تنهض على تنافر
الأضداد : قبح ظاهر وضحك نادر . وكل ما يتصل بسلوكه
وأفعاله هو وليد شخصيته المتميزة المائلة إلى الهبل :
شخصية غير عادية ، تفنن الراوي في جعلها قطب رحى البلد
، فإذا هي عفوية، وبسيطة وساذجة ، يتخذها البعض
موضوعا للهزء ، والتندر ، ويراها البعض الآخر وليا من
أولياء الله .
إن
بناء شخصية "
الزين
" من خلال تجسيد عناصرها الفيزيولوجية والذهنية تجعلنا
فعلا أمام شخصية غير عادية ، ولا طبيعية بمقارنتها مع
باقي الشخصيات . ويبين لنا هذا الملمح لماذا كانت
للخبر كل الآثار التي لمسناها في مطلع الرواية من خلال
الاستباق .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |