أما في رواية مدام بوفاري لجو ستاف فلويبر – وعلى الرغم من اتساع رقعة الزمان والمكان فيها واتساع عدد الشخوص، وألوان ثقافتهم المختلفة – على العكس من رؤية اللص والكلاب ، فإن قدرة الكاتب بدت واضحة في إمساك الخيوط ، أقصد خطوط الصراع والتنافس والصدام أحيانا بين شخوصها الكثيرين والمختلفين بحيث ارتبط الحدث أو مجموعة الأحداث برابط السببية والتأثر والتأثير بين الشخوص والأحداث والانفعالات العنيفة واللينة ، بحيث يستشعر القارىء قدرات الكاتب في الربط بين الألوان المختلفة من أمزجة وثقافات ورغبات هذه الشخصيات المتلافية أو المتضادة ، حتى ليشعر القارىء أن مايجري من أحداث وصراع في الرواية ، ماثلا أمامه أو كأنه يراد على خشبة المسرح .
فالحدث والصرع ينمون نمواً طبيعياً – هادئا أو عنيفاً – من بداية الرواية حتى نهايتها. لقد كانت كل الأمور تسير من البداية إلى النهاية المأساوية التي قادت بطلة الرواية (إيما) بنزقها وطيشها وعدم قناعتها بعيشها ، إلى تدمير ذاتها وتدمير أسرتها !
كما أن النهاية المأساوية التي انتهى إليها شارل – الموت البطيء – كانت نتيجة يستحقها ، لإغفاله وغفلته لسلوك وعلاقات زوجته الواضحة مع عشاقها.
ولعل تسليط الضوء على (إيما) مدام بوفاري بما في حياتها من شهوات مكبوتة وسلوكات متناقضة ، تصل إلى حد الفصام ، هو الذي سيكون حاضراً .
|
|||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |