التعليق:
هذه القصيدة تمثل
الشعر المجدد في موسيقاه , فهو يتابع التفعيلة ويوزعها على الأسطر
بدلاً من الأشطر المتساوية في ابيات القصيدة العربية , وتحاول هذه
القصيدة ان تتماوج تفعيلاتها مع حركة الإنفعال لدى الشاعر .
وإذا ما تأملنا
الظلال حول القصيدة فإنها تمثل خيوطاً نتتبعها لنجد أن النفس إنما تنمو
,وترى الحياة وتكون فاعلة في غطارها الذي نشأت فيه وضمن القيم الت
يتنبع من تاريخها وشخصياتها القومية , فالغربة في رحلة الشاعر في بلاد
أجنبية
أيقظت إحساسه بنفسه وأمته انتماءً حضارياً متكاملاً.
سؤال :
حاول أن تكتب موضوعاً عن
أشكال الغربة والإغتراب في الشعر العربي الحديث من خلال
مطالعاتك الخاصة .
|
لولا الخيالات من ماضيَّ تنسربُ
كأنها النوم مغسولاً به التَّعَبُ
لم يترك الضجرُ
مني ابتساماً لزوج ٍ سوف ألقاها
إن عدتُ من غربة المنفى : هو السَّحَرُ
و الحلم كالطلِّ مبتلاً به الزَّهرُ
يمس جفنين من نور ٍ وينسكبُ
في الروح أفرحها حيناً وأشجاها .
تسللتْ طرقتي للباب تقتربُ
من وَعيها وهو يغفو ثم تنسحبُ ,
ونشَّرالحُلُمُ أستاراً فأخفاها
ورفَّ جفناها
حتى كأنَّ يدي
إذ تطرق الباب مسَّت ْ منهما : " واها !
من دقّ بابي ؟ أهذا أنت يا كبدي ؟"
وذاب في قبلتي ما خلَّفَ السَّهَرُ
في عينها من نعاس , فهْي تزدهر
كوَردَةٍ فُتّحت للفجر عيناها .
|