التعليق:
تلعب الصورة دوراً
في تشكيل تجربة السياب الشعرية ههنا ,وتمتاز هذه الطاقة الإبداعية
بجدتها , لأنها تتكون من ألفاظ قريبة متداولة وتبرز ألواناً تحركنا :
ونعرفها , ونمر بها لكنها تتجلى لنا في القطعة الشعرية متوهجة بأنفاس
الشاعر :
" نار تضيء الخواء البرد
تحترق فيها المسافات " و" أحاديث من ماضي تندفق" , و" كانت سمائي يلهث
البصر في شطها مثل طير هدّه السفر " " لولا الخيالات من ماضي تنسرب "
و" كأنها النوم مغسولاً به التعب " ." فهي تزدهر كوردة فُتِّحت ْ للفجر
عيناها ".
|
مسدودة كلُّ آفاقي بأبنية ٍ
سودٍ , وكانت سمائي يلهث البَصَرُ
في شطِّها مثل طير ٍ هدَّه السَّفَرُ:
النهر والشَّفَقُ
يميلُ
فيه شراعٌ يرجف الألقُ
في خَفقِهِ ,وهو يحثو ,كلما ارتعشا
دنيا فوانيسَ في الشطَّين تحترقُ,
فراشة بعد أخرى تنشر الغبَشا
فوق الجناحين ...حتى يلهَث النّظرُ
الحبُّ كان انخطاف َ الروح ناجاها
روحٌ سواها , له من لمسةٍ بيدِ
ذخيرةٌ من كنوز
ٍ دونما عَدَدِ .
الحب ليس انسحاقاً في رحى الجَسَدِ
ولا عشاءً وخمراً من حُميَّاها
تلتفُّ ساقٌ بساقٍ وهي خادرةٌ
تحت الموائد تُخفي نشوةَ البَشَر ِ
عن نشوةِ الله من هَمْس ٍ و من سَمَر ِ
في خيمَةِ القَمَر ِ .
يا غربة َ الروح لا روحٌ فتهواها.
|