صراع الحياة مع الموت
.... كانت السنوات
الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها
صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل
وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع
معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو
يتفجر عزيمة ورؤى وحباً، يقارع الجسم المتهافت
المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه
الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر
صراعه، كما يجب أن يعيش الشاعر، ولعل ذلك
لبدر، كان الرمز الأخير والأمضى، للصراع بين
الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي
مستوى شخصه ومستوى دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ
كان جسده الضامر منتصباً ، خفيفاً ، منطلقاً
يكاد لا يلقي على الأرض ظلا لشدة شفافيته. كان
أيضا في زحمة الصراع بين الخير والشر، بين
الحب والبغضاء، بين الموت والقيامة، لقد كان
تعلقه بهذا الصراع انتصاراً للخير والحب
والقيامة.....
الأخ الحبيب الأستاذ
جبرا - إبراهيم جبرا
شكرا لرسالتك الرقيقة و اهتمامك بأخيك المنكوب. وبعد، فإن الطب في لندن
لم يستطع أن يجد علاجا لمرضي .
إنهم لم يجدوا عيباً في جسدي أو دمي ليقوموه. إنه مرض لا يعرف الطب،
حتى الآن، سوى اسمه. أما أسبابه وطرق علاجه فما زال يجهلها. ولكن الأمل
في الشفاء منه كبير. هكذا أخبروني ، فنتفاءل خيرا
...
....هل نبتت الأشجار
التي اشتريتها من المشتل في حديقتك؟ سنراها أنا وأم غيلان إن شاء الله.....
.....كان السياب في بداياته يطلب الموت، وهو في نهاياته ينتظره،
يدعوه بشيء من اليأس، خاضعاً للسعادة الأبدية التي سماها القبر .. لقد
هرم المغني ..
|