نشأة المعجم العربي اللغوي وتطوره : نشط الرواة والعلماء في القرن الأول والثاني الهجريين في جمع اللغة من أفواه العرب بقصد تدوينها وحفظها . وانبرى بعضهم يضع الكتب في تفسير الغريب دون ترتيب . وفي مرحلة لاحقة ، جرى تدوين ألفاظ اللغة مرتبة في رسائل متفرقة مبنية على حرف من الحروف أو معنى من المعاني .
أما مرحلة وضع المعاجم اللغوية العامة ، وترتيب مفرداتها ترتيباً يسهل على المتعلم طريقة الكشف عنها ، فبدأت مع معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي الذي رتب الحروف (الأصوات) بحسب مخارجها إلى مجموعاتٍ تبدأ بالمجموعة الحلقية التي أولها أعمق حروف الحلق وهو العين .
ومن المدارس المهمة في ترتيب الحروف ، مدرسة القافية التي تعتمد على أواخر الكلمات المجردة ، ومن هذه المدرسة لسان العرب لابن منظور وتاج العروس للزبيدي . ومن المدارس أيضاً ما يسمى بمدرسة "أساس البلاغة" للزمخشري وتقوم على تجريد المزيد ثم النظر في الحرف الأول . وقد اتبعت بعض المعاجم الحديثة الترتيب الأبجدي دون تجريد الكلمة ، ومن هذه المعاجم "المراجع" للعلايلي والمنجد الأبجدي للبستاني .
ضبط حروف المفردات : ـ وكما تُفيدنا المعاجمُ في معرفة معاني المفردات تُفيدنا كذلك في ضَبْطِ حروفها . وتستعملُ المعاجمُ لضبطِ حروف الكلمات الطرق الآتية :
أ) في ضبط ماضي الأفعال الثلاثيةِ ومضارعها :
نذكر الأبواب الآتية ، كأمثلةٍ تقاس عليها :
وباب (فَتَح) كما في (شَرَحَ يَشْرَحُ) باب (فَرِحَ) كما في (شَرِبَ يَشْرَبُ) وباب (كَرُم) كما في (شَرُفَ يَشْرُفُ) باب (حَسِبَ يَحْسِب) كما في (نَعِم يَنْعمُ).
فإذا ذُكِر أن الفعل من باب (نَصَر) فمعنى ذلك أن مضارعه مضمومُ العين (يَنْصُر) .. وإذا ذُكِر أن الفعل من باب (ضرب) كان مضارعه مكسورَ العين (يَضْرِب) وهكذا .
ب) في ضبط الأسماء
تشبهُّها بأسماء أخرى مشهورة مألوفة الوزن
، لتضبط على نسقها ، كالنمر بوزن الكتف ، ونمير بوزن
سمير ، وصُراخ بوزن غُراب .. وهكذا .
ج) وأحياناً تنص على
نوع حركة الحرف الذي يراد ضبطه من الضَمِّ أو الفَتْح
أو الكَسْر
، فيقال مثلاً (سَمَح يَسْمَح) بالفتح فيهما ، وهَتَفَ
من باب ضَرَب ويَهْتِفُ بالكسر .. وهكذا .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |