وربما أحبّ المعلم أن يجد صورة أخرى
من تحليل النص , وربما قَدّرَ أن
يجدَها عند زكي مبارك
في
عبقرية
(
الشريف الرضي) فإلى مثل هذا التحليل
المفصّل المستقصي أشار زكي مبارك في
الصفحة التي كنا ألحقنا بهذا التعيين
عند ذكر الحجازيات ....
وهو
كذلك ....
وها أنذا اضع بين يدي الدارس صورة من
نظر" زكي مبارك " في هذه البيات لعلّه
ينتفع بها .
يسأل
زكي مبارك وقد وقف إلى هذه الأبيات في
كتابه عبقرية الشريق الرضيّ :
وما
رأيكم في هذه الأبيات :
أيُّها الرائِحُ المُغِذ تَحَمّلْ |
حاجةً
للمعَذّبِ المُشتاق ِ
|
أقْرعنِّي السَّلام أهلَ المُصَلَّى |
فَبلاغُ السَّلامِ بعضُ التَّلاقي
|
وإذا
ما مَرَرْتَ بالخيفِ فَاشْهَدْ |
أنَّ
قَلْبي يَفيضُ بالأشواقِ |
وإذا
ما سُئِلْتَ عَنّي فَقُلْ نِضْوُ |
هَوىً
ما أظُنُّهً اليَوْمَ باقي |
ضاعَ
قَلْبي فَانْشدهُ لي بَيْنَ جَمْعٍ |
ومِنىً
عِنْدَ بَعْضِ تِلْكَ الْحِداقِ |
وَابْكِ عَنّي فطالَما كُنْتُ مِنْ
قَبْلُ |
أُعيرُ
الدُّموعَ للعُشاقِ . |
ما
رأيكم في إحساس من يحكم بأن
" بلاغ السلام
بعض التلاقي " ما رأيكم في من
يشعر بالأنس حين يمر بخاطر من يهواه ؟
و
الشاعر واثق بان هناك قلوباً تسال عنه
حين يغيب ! وشاعرنا لا تفارقه السيطرة
العلوية فهو يحب أن يبكيه الأحباب
فيوصي الرسول بأن يحدثهم أنه أصبح في
حكم الفانين عساه يظفر منهم بزفرة أو
شهقة أو أنين .
وما هذا
البيت : ضاع
قلبي فانشده لي بين جمع
ومنى عند بعض تلك الحداق
أتعرفون
كيف تضيع القلوب , وكيف ينشدها
الناشدون ؟؟؟
أتحسون
المعنى الملفوففي هذه الكلمة
"عند بعض تلك
الحداق " أتفهمون من هذا أن
الرجل كان له في الحجاز هوى خاص ؟
وهذا
البيت :
وابك عني فطالما كنت من
قبل أعير الدموع للعشاق
أنت كنت
تعير الدموع للعشاق ؟
ليت
العباس بن الحنف كان رآك قبل أن يقول
:
نزف البكاء دموع عينك فاستعر
عيناً لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للدموع تعار
لقد بكى العشاق عنك , وبكوا ثم بكوا,
فإن لم تصدق فانصت من عالم الغيب لترى
كيف يسمع أهل العراق أبياتك هذه مرات
في كلّ يوم من حنجرة أم كلثوم . |