على الرغم من الانتشار الواسع والسريع للكتاب الإلكتروني، لا يزال الكتاب المطبوع هو الأقوي والأكثر انتشاراً ، وخلال سنتين لم تتحقق كل التوقعات التي صاحبت ظهوره، وطبقاً لتقرير نشرته إحدى المجلات المتخصصة على موقعها بالانترنت فإن أهم الأسباب التي أبطات من تحقق ثورة التوقعات يعود معظمها إلى أن مساحة شاشة القراءة في معظم الحاسبات المتخصصة في أغراض القراءة الإلكترونية لا تزال صغيرة الحجم للغاية، وغير كافية تماماً بالنسبة للقراءة فضلاً عن أن درجة الوضوح في الصفحة الإلكترونية على الشاشة تقل كثيراً عن درجة الوضوح في الصفحة المطبوعة على علي الورق، وهو أمر ناتج عن معادلة السعر والوزن والحجم المطلوب لكي يكون الجهاز سهل الاستخدام عملياً، وفي متناول القارئ العادي مادياً، ومن السهل ملاحظة تأثير هذه المعادلة على معظم أجهزة القراءة الإلكترونية الموجودة بالأسواق حالياً، فالمساحة المخصصة للقراءة في جهاز القارئ الإلكتروني الذي تنتجه شركه اتش بي تصل إلى حوالي 1.7 في 2.5 بوصه، وهذا الجهاز يصل سعره إلى 499 دولار ويأتي محملاً ببرنامج مايكروسوفت القارئ، كما تتراوح مساحة شاشة الحاسب القارئ الذي ستطرحه مؤسسة فرانكلين للنشر بين 2.7 في 3.25 بوصات، وسيكون سعره في حدود 130 إلى 230 دولار، بينما يقدم جهاز روكيت أو الصاروخ شاشة أكبر تصل إلى 3 في 4.5 بوصة، مع حافة دائرية نحيفة تسهل الحمل والتشغيل، وقد باعت شركة روكيت تكنولوجيا إنتاج هذه الأجهزة إلى شركة أخرى تخطط لطرح أجهزة قراءة إلكترونية جديدة أكبر حجماً وأكثر وضوحاً وستتراوح أسعارها بين 300 و 600 دولار.
وطبقاً لتقرير المجلة فإن جهاز روكيت أو الصاروخ يقدم مزايا عديدة في مجال قراءة الكتب إلكترونياً، فهو جهاز مخصص فقط للقراءة، وشاشته أكثر وضوحاً مما يعني قراءة أسهل بكثير، وبه العديد من المميزات الأخرى، فهو يتيح للقارئ البحث في النصوص بسهولة واسترجاع ما يريد من الكتاب، سواء في شكل ملفات نصية عادية، أو ملفات مكتوبة بلغة اتش تي أم الشائعة الاستخدام على الانترنت، وفي هذه الحالة يمكن أن تأتي صفحة الكتاب مضافاً إليها في الهامش قائمة بعناوين مواقع الانترنت ذات العلاقة بموضوع القراءة، التي تعطي القارئ مزيداً من المعلومات، أو الصور المفيدة، ويتميز هذا الجهاز أيضاً باحتوائه على بطارية تستطيع العمل 40 ساعة متواصلة دون حاجة إلى إعاده الشحن. إن الكتاب الإلكتروني يمكن قراءته على الحاسب الشخصي، أو الحاسب المتخصص في القراءة باستخدام العديد من التطبيقات والبرامج الشائعة المخصصة لهذا الغرض، أشهرهما برنامجين الأول من إنتاج مايكروسوفت ويسمي مايكروسوفت القارئ، لكن ليس كل الاصدارات التي ظهرت من هذا البرنامج تصلح للتشغيل مع الحاسب الشخصي الصغير الذي يطلق عليه ( حاسب الجيب)، والبرنامج الثاني من إنتاج شركة أدوبي للبرمجيات ويسمي الكتاب الزجاجي، ويوجد منه حالياً الاصدار الثاني، ويستخدم هذا البرنامج في قراءة الكتب المخزنة على شكل ملفات بطريقة تعرف باسم بي دي اف، وتكون فيها صفحة الكتاب على شكل صورة صماء، وليست نصوص كتابة عادية كالتي تظهر عند الكتابة على الحاسب، ويسمح برنامج أدوبي بعرض صفحتين متقابلتين من الكتاب، وتدوير الصفحة في الزاوية أو الاتجاه المريح للقراءة، سواء كان المستخدم يقرأ من ««كمبيوتر»» محمول أو حاسب شخصي أو حاسب يدوي، والبرنامجين يوزعان مجاناً عبر الانترنت. وقبل شراء الكتاب الإلكتروني من على الانترنت يجب أن تسجل نوعية القارئ الإلكتروني الذي تمتلكه، في استمارة البيانات التي تقوم بملئها على موقع الكتب الإلكترونية الذي تشتري منه على الانترنت ، فكل كتاب الكتروني يقوم ناشره أو بائعه بتخزينه بأكثر من طريقة على الموقع، فمثلاً الكتاب المخزن بطريقة تناسب القارئ الإلكتروني المعروف باسم روكيت لن تستطيع قرائته على قارئ مايكروسوفت وكمبيوتر الجيب، والعكس. وفي مقابل الانتشار الواسع للروايات الشعبية والكلاسيكية عبر مواقع الكتب والمكتبات على الانترنت مثل موقع أمازون وغيرها، بدا الكتاب الإلكتروني يضم إليه أيضاً نوعيات جديدة من الكتب العلمية والتقنية، فسلسلة الكتب الإلكترونية المحملة على القارئ الإلكتروني المعروف باسم روكيت تضم حالياً أكثر من 5000 عنوان، من بينها مجلات وصحف، بينما يضم قارئ مايكروسوفت العامل على حاسب الجيب حوالي 800 عملاً، على الرغم من ظهوره منذ فترة قصيرة، وتتراوح أسعار الكتب الإلكترونية من البيع المجاني تماماً، إلى40 دولار، ويقول الخبراء أن الكتاب الإلكتروني غير قادر على المنافسة القوية مع الكتاب المطبوع في مجال كتب الأعمال والتقنيات، وإن كان حقق نجاحاً في مجال الروايات والخيال العلمي والقرائة للتسلية.
|
||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |