طرق
التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم
ثالثاً : طريقة التسميع : الحفظ والاستظهار
مفهومها :
إحدى الطرق القديمة
التي كان الاهتمام فيها ينصب على اتقان حفظ المتعلم لموضوع محدد ، من مثل حفظ
بعض القصائد الشعرية، أو السور القرآنية الكريمة وربما حفظ بعض القوانين
والقواعد في العلوم واللغات . وكان المعلم يلجأ إلى أسلوب الحفظ ، لأنه
في نظره طريقة من طرائق تحصيل دراسة المواد ، ولأنه يعود التلميذ أن يواجه
الآخرين ، ويستثمر ما تعلم في مثل هذه المواقف . غير أن هذا الأسلوب غدا
في أيامنا من الأساليب التي عفا عليها الزمن ، خاصة في ظل المفاهيم الجديدة
للتعلم والتعليم التي تقوم في الأساس على اختيار المواد التعليمية التي تتلاءم
وميول وحاجات المتعلمين وتراعي مستوى مداركهم ، وتقدرهم على التفاعل مع هذه
المواد عن طريق الفهم الواعي ، ومن ثم توظيف ما سيتعلمون في مواقف الحياة
المتغيرة والمتطورة .
كان الهدف من التسميع هو قياس قدرات التلاميذ على تعلم المادة ، وكان الحكم يتم
على ذلك بوساطة أسلوب التسميع . وربما كانت ظروف المعلم والطالب هي التي
أوجدت هذه الطريقة . وقد يكون ارتباطها بما كان يسمى في زمن غير بعيد –
بالكُتّاب – ارتباطاً وثيقاً . فقد يقتصر التعليم في هذه الأماكن على
وجود رجل متقدم في السن ، يعلم الأولاد الصغار القرآن الكريم واللغة ومبادئ
الحساب ، هو السبب في اتباع أسلوب التسميع . فالأولاد غير كثيرين ،
والصفوف غير مكتظة ، أما الكتب فقد كانت تقتصر على أجزاء من المصحف الشريف ،
وكتاب للقراءة ، ودفتر لتعليم الحساب . وعدم وجود الكتب ، ساهم في ظهور
هذه الطريقة ، فماذا يفعل معلم الكُتّابِ والحالة هذه ، لا بد له أن يلجأ إلى
أسلوب عرض بضاعته التعليمية عن طريق الترديد الشكلي ، هو يقرأ والطلاب يعيدون
من ورائه ، فكيف يستطيع أن يختبر ما علمهم ، بطريقة أخرى غير التسميع ؟
وقد ارتبطت هذه
الطريقة ، بإجراءات هي أقرب ما تكون إلى الإجراءات القمعية ، عن طريق الضرب
واللكم وربما غيرهما ! فكان التلميذ يخشى المرور بالموقف كله ، وكان يزيد من
ارتباكه أنه لا يمكن أن يفلت من العقاب إن هو نسي كلمة أو أضاف مفردة أو غير
ذلك .
|