طرق
التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم
ثانياً : الطريقة السقراطية – طريقة الحوار
ثالثاً :
مرحلة اليقين بعد الشك ، وهي مرحلة يُقصد فيها البحث من جديد في الموضع ومعرفة
الأمثلة التي توضح الحقيقة وتميزها عن غيرها ، وملاحظة ما بينها من أوجه الشبه
وأوجه الخلاف ، والوصول إلى تعريف منطقي جامع لا يجد الشك إليه سبيلاً هي مرحلة
تقوم على أساس الإدراك العقلي لا على أساس التصديق الساذج .
وقد علق (آدمز) على الطريقة السقراطية بمثال تطبيقي نشير إليه على سبيل الإيضاح
إذ قال : هب سقراط استطاع الرجوع إلى الحياة واستطاع التكلم باللغة الإنجليزية
، ثم أخذ كعادته يغشى الأماكن العامة ، فصادفه طالب من طلاب العلم يتريض في أحد
المتنزهات العامة ، وعليه دلائل الزهو والغرور بمعلوماته ومعارفه ، فسقراط لا
يتردد في أن يتقدم إلى هذا الطالب فيتلطف في الحديث ، ويوجه نظرة إلى جمال
المنظر ، وما يرى بين أشجاره وأزهاره من طيور وحشرات ، حتى إذا أنس صاحبُه به ،
فاجأه بسؤال لا تظهر فيه إمارات التعمد .
فقال : ما الذي يراد بالحشرة يا صاحبي ؟ طالما سمعت الناس يذكرون الحشرات
ويتكلمون عنها ، وطالما تاقت نفسي إلى معرفتها معرفة صحيحة ، فيرد عليه هذا
الطالب ، بأن الحشرة حيوان صغير له أجنحة ، فيقول سقراط : لابد أن الدجاجة حشرة
! وما يزال بالطالب حتى يظهر له معايبه فيتدارك خطأه ، ويحاول أن يجيب إجابة
أخرى يظن أنها خالية من النقص ، ولكن سرعان ما يظهر له سقراط خطأه ، فيرى
الطالب قصوره ، ولا يجد بداً من الاعتراف بجهله ، وأنه لا يعرف الموضوع معرفة
صحيحة كما كان يخيل له في بادئ الأمر . وحينئذ يلقى عليه سقراط أسئلة سديدة
تستميله إلى البحث من جديد . ويبين له طرق التفكير حتى يصل بنفسه إلى
الحقيقة .
وإذا طبقنا هذه
الطريقة في مدارسنا الحالية يتحول الدرس إلى محاورات شائقة يتنزل فيها المدرس
إلى مستوى التلميذ تاركاً له الحرية في إبداء آرائه وإظهار ما يجول في خاطره ،
آخذاً بزمام فكره وانتباهه كي يوجهه إلى ما يريد .
وإن ما في هذه
الطريقة من الحرية والتبسيط وعدم التكلف والسرور يجعلها موافقة لصغار الأطفال ،
على أن استعمالها مع الكبار له فائدة ، ففيها شيء من التغيير وتحتاج في
تنفيذها إلى مهارة وصدق نظر".
|