إيتانا والنسر
كان إيتانا ملكاً صالحاً ولكنه شارف على الشيخوخة دون أن يرزق بغلام يخلفه على العرش ، كان يصلي في كل يوم ويقدم قرابينه إلى الآلهة من أحسن مواشيه ، علها تنظر إليه بعين العطف وترفع عنه لعنة العقم . ثم يعلم عن نبتة مزروعة في السماء تُشفِي من العقم ، فيدعو الإله شمش أن يجعل هذه النبتة في متناول يده . يستجيب له الآله ويدله على مكان النسر الحبيس ، فيحرره ويشفيه ويعوده على الطيران مجدداً لقاء أن يطير به إلى السماوات العلا ، لجلب نبتة الإخصاب التي تتعهدها هناك عشتار بالرعاية والسقاية . وعندما يتعافى النسر يرتقي إيتانا ظهره فينطلق به صُعداً في طبقات الجو العليا ، حتى تبدو الأرض وكأنها بستان صغير ويبدو البحر الواسع وكأنه قدر ماء . ولكن قوى النسر تخور ويعترف بعجزه عن المضي قُدماً أبعد من ذلك ، ثم يهوى عائداً إلى الأرض . لدى رجوعه إلى كيش يرى إيتانا أحلاماً غريبة عن رحلة ثانية إلى السماء ، منها الحلم التالي الذي قصه على صديقه النسر :
رأيت أننا نمضي عبر بوابة آنو وإنليل وإيا هناك ركعنا معاً ، أنا وأنت . ثم رأيت أننا نمضي معاً ، أنا وأنت . عبر بوابة سن وشمش وأدد وعشتار . هناك ركعنا ، أنا وأنت . رأيت بيتاً فيه نافذة غير موصدة . دفعتها ، فانفتحت وولجت إليها ، فرأيت هناك فتاة مليحة الوجه مزينة بتاج . وهناك عرش منصوب { .. .. } ، وتحت العرش أسود رابضة مزمجزة . فلما ظهرتُ لها قفزت نحوي . عند ذلك أفقتُ من نومي مذعوراً .
يرى النسر في حلم إيتانا بشارة بنجاح محاولة ثانية لهما في ارتقاء السماء ، فيقرران التحليق مجدداً . تنجح المحاولة ويصل النسر بإيتانا إلى سماء آنو ، حيث يدخلان بوابة آنو وإنليل وإيا ، فيسجدان هناك ثم يجتازانها إلى بوابة سن وشمش وأدد وعشتار ، فيسجدان هناك ثم يفتح إيتانا البوابة ويدخل ، حيث يحصل إيتانا على نبتة الإخصاب والعودة بها إلى الأرض .
|
||||||||||
|