حواريِّة السيد والعبد : نص بابلي
سوف أقرض للناس مالاً
أقرض الناس مالاً سيدي ، اقرض مالك . إن من يقدم قرضاً يحافظ على محصوله من الحبوب ، ويجني فوق ذلك فائدة على ماله
كلا أيها الخادم ، لن أقرض الناس مالاً
لا تقرض مالك سيدي ، لا تقرض . فتقديم القرض سهل كالزواج ، ولكن سداده صعب كالحمل والإنجاب . سيفيد الناس من قرضك ثم يتذمرون عليك ، ويحبسون بعد ذلك فائدة أموالك إصغِ إليَّ يا عبد
نعم ، يا سيدي ، نعم
أخرج العربة حالاً واربط الجياد ، سأذهب إلى القصر
إذهب إلى القصر يا سيدي إذهب ، يكفيك أن تبغي فتفعل . سيكون الملك رقيقاً معك
كلا يا عبد ، لن أذهب إلى القصر
لاتذهب يا سيدي لاتذهب . الملك سيرسلك في مهمة بعيدة إلى بلادٍ مجهولةٍ ، ما الذي يهم الملك إنك تبقى حبيساً هناك متألماً ليل نهار .
أيها الخادم ، اصغ إلي
نعم سيدي ، نعم
سأقوم بعمل صالح يخدم بلادي
افعل ذلك سيدي ، إفعل ، لأن من يقدم لبلاده خدمة يجزيه بها الإله مردوخ
كلا أيها الخادم ، لن أقوم بعمل صالح يخدم بلادي
لا تفعل ذلك سيدي ، لا تفعل . إذهب إلى خرائب المدن القديمة ، وتمش بينها انظر إلى جمجة الإنسان الوضيع وجمجمة الإنسان العظيم ، هل تستطيع التفريق بينهما ؟ هل تستطيع التمييز بين من قدم خيراً لبلاده ومن قدم سيئة ؟
أيها الخادم ، إصغ إلي
نعم سيدي ، نعم
ما هو الخير في رأيك إذن ؟
أن يُدق مني ومنك العنق ونُرمى في النهر. فمن يستطيع في هذه الحياة أن يتطاول فيرقى إلى السماء ، أو يتسع فيحيط بالأسفل
كلا أيها الخادم ، سوف أقتلك وأجعلك تسبقني
إذا فعلت ذلك فإنك لن تعيش بعدي أكثر من ثلاثة أيام
|
||||||||||
|