هذه الشكاوى قطعة أدبية تعبر إلى درجة كبيرة عن نضوج الوعي بأهمية حقوق الإنسان وتربط بين السلطة والمسؤولية.
يتكون النص من تسعِ شكاوى ، تشير كلها إلى إهمال الموظفين لواجباتهم ، واضطراب الأمن ، وضعف الملكية وانتشار السرقات ، وتفشي الغش والخداع ، وانحراف القضاء وارتشائه . وينسب المؤرخون هذه الشكاوى إلى أديب إبان حكم ( نب كارع / خيتي الثالث ) .
تتلخص قصة هذا الفلاح ( خون أنوب ) ، في أنه كان في طريقه من قريته ( حقل الملح ) بضواحي الفيوم ، بتجارة متواضعة ، إلى سوق المدينة للمقايضة ، فمر على قرية ( برفيفي ) ، وهناك احتال عليه نبيلها ( تحوتي ـ نخت ) ـ المنوب عليها من قبل ناظر الخاصة الملكية ( مرو بن رنس ) ـ وسلبه بضاعته ومتاعه وماشيته ، فما كان من خون بطل قصتنا ، إلا أن ذهب ثائراً يهدد إلى ناظر الخاصة الملكية ، مقدماً شكوى ضد نائبه اللص تحوتي ، ليرفعها إلى الملك . لم يجعل هذا الفلاح الثائر ( خون أنوب ) شكواهُ تعبيراً عن مشكلة خاصة به فقط بل جعلها عامة شاملة ، تتناول حقوق كل الفقراء والمعوزين .
|
||||||||||||||
|