علم الطبيعة هو الأصل الذي تتفرع منه جميع العلوم التطبيقية
.
فالهندسة المعمارية
ليست سوى فرع من علوم الطبيعة يعكف على دراسة القوى والعزوم في البنايات
والجسور ذات الأشكال المتعددة ، أما
هندسة الطيران
فإنها تختص بدراسة تيارات الغازات التي تنساب حول الأجسام الطائرة أو
المنبعثة من المحركات النفاثة أو الصاروخية ،
والأمر كذلك في باقي فروع الهندسة.
عندما تقوم بتجربة يجب أن
تتوخى أقصى ما يمكن من الوضوح في الهدف من التجربة،
وفي وصف التجربة وفي عرض النتائج والتعليق عليها
بحيث يسهل الفهم على كل من يقرأ ما كتبته دون التباس أو غموض
، لا قيمة للكتابة ما لم تكن جلية واضحة لكل من يقرأها.
يقال
إن
صورة واحدة قد تعدل ألف كلمة.
يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن الرسم البياني. قد تعد جدولاً
طويلاً من القياسات نتيجة تجربة ما، قد يملأ بضع
صفحات ، ثم تجهد نفسك في محاولة فهم خلاصة تلك التجربة في النظر في تلك
الجداول
. وقد تُدَبِّج مقالاً
طويلاً في شرحها ولا تبلغ الغاية المنشودة، لكن،
عندما تعرضها
كرسم بياني
تبدو لك صورة واضحة جلية من الصعب أن تدرك بغير ذلك العرض، ولا يمكن
للكلمات أن تفي بالغرض مهما بلغت من الفصاحة والبلاغة.
أجد نفسي مقصراً إذا لم
أذكر بعض علماء العرب الذين ساهموا في ارتقاء وتطوير علوم الرياضيات
الطبيعية ولعل أبرزهم:
محمد بن موسى الخوارزمي،
من مواليد خوارزم في أوزبكستان. لا نعرف تاريخ ميلاده بالتحديد، هاجر
والديه إلى العراق وسطع نجمه أيام حكم الخليفة المأمون 813-833 م وتوفي
حوالي 840 م.
له الفضل الأكبر في
إرساء قواعد علم الجبر في
كتابه المشهور "الجبر والمقابلة"
الذي ترجم إلى اللاتينية
وكان كتاب تدريس الرياضيات في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر. له
أيضاً كتباً في حساب
المثلثات والفلك والجغرافيا وغير ذلك. لم يبق لنا الكثير من التراث
العربي بسبب الدمار الذي لحق بغداد عندما احتلها المغول بقيادة هولاكو سنة
1258 م ، ولولا الترجمة اللاتينية لكتاب الجبر
والمقابلة لضاع هو أيضاً.