إن
نظرية التعليم عن طريق المشاهدة تهدف إلى تمكين الطلبة من المشاركة في
جوانب إدارة الذات في العملية التعليمية بحيث يستطيعون تحديد أهدافهم،
وملاحظة مستوى تقدمهم، وتعزيز أنفسهم على ما حصلوا عليه من التعليم .
ويبرز هنا دور المعلم في تقدير ذاتية الطلبة وإدراك أن لكل طالب ذاتية
خاصة يجب احترامها والعمل على تقويتها وأن هذه الذاتية هي التي تمنحهم
الفرص وتمكنهم من إبراز شخصياتهم.
فالمعلم النموذج والمربي الحكيم هو الذي يدرب الطلاب على أن يعبروا عن
أنفسهم ويراقبوا أعمالهم ، وأن يضبطوا ويوجهوا أنفسهم . وهذا المربي لا
يتدخل إلا إذا طُلب ذلك منه ووجد أن لا بد من تدخله وتقديم المساعدة
فيدل حينها على خير الوسائل وأحسن الطرق دون أن يفرض شيئاً . هكذا
يتعلم الطالب ضبط نفسه، وتوجيه أعماله بما يرتضي لنفسه فيشعر
بالمسؤولية عن عمله، وبالمتعة في إنجازاته .
وعندما يجانب المعلم
وبهمل هذه الأمور يتخرج الطالب ضعيف الشخصية، خائر
العزم، لا يستمتع بعمل أداه، ولا يفخر بنتيجة وصل إليها، لأنه يشعر بأن
الفضل ليس له بل لغيره .
إن التربية الحرة هي التي تُعد المواطن المستنير الحر لحياة العمل
الاستقلالية، والمعلم هو النموذج الرسولي لهذا المواطن الحر، ولا ندخل
في دائرة المبالغة إذا قلنا كما قال التربوي والمصلح الاجتماعي
جورج. س.كويتس:
المعلمون وحدهم هم مستودع الحكمة البشرية.
رجوع