إذا سافر شخص في فصل الصّيف
من القطب الشّمالي إلى القطب الجنوبي يلاحظ أنّ طول النّهار ينقص بالتّدريج.
ففي أقصى الشّمال بكون النّهار تامّا، ثمّ تبدأ الشّمس خلال سفره نحو الجنوب
بالوصول إلى الأفق ثمّ تبدأ بالغياب بعض السّاعات في اليوم إلى أن يتساوى طولي
اللّيل و النّهار عند خطّ الاستواء. بعد هذا يصبح طول النّهار أقصر من طول
اللّيل، و تصبح الشّمس تشرق بعض السّاعات في اليوم فقط، إلى أن يصبح اللّيل
تامّا في أقصى الجنوب. في فصلي الرّبيع و الخريف، يكون محور دوران الأرض عموديا
على المحور الرّابط بين الأرض و الشّمس (لا يكون متّجها نحو الشّمس)، و هكذا
يطول النّهار و اللّيل 12 ساعة تماما في كلّ أنحاء الكرة الأرضية، و تتلقّى
كافّة أنحاء الكرة الأرضية نفس الكميّة من أشعّة الشّمس !
في مكان ما بين خطّ الاستواء
و القطبين نلاحظ أنّ طولي اللّيل و النّهار خلال السّنة يتغيّران. و في خطّ
الاستواء يتساوى هذان الطّولان على مدار السّنة، بينما تحدث
ظاهرة قصوى في
القطبين:
يمرّ الملاحظ من ليل دائم إلى نهار دائم طول كلّ واحد منهما 6 أشهر ! كما نلاحظ
أنّ حركة الشّمس الظّاهرية في السّماء تتغيّر على مدار السّنة. فالشّمس لا تشرق
تماما في الشّرق الجغرافي: هذا لا يحدث إلاّ في يومين في السّنة في الرّبيع و
الخريف. في ما عدا هذين اليومين، تشرق الشّمس بين +23.5 درجة (أقصى
انحراف لها نحو الشّمال في الصّيف) و -23.5 درجة (أقصى انحراف لها نحو
الجنوب في الشّتاء) بالنّسبة للشّرق الجغرافي.
عرّف العلماء أربع دوائر متميّزة على الكرة الأرضية و هي: مدار السّرطان (خطّ عرض +23.5 درجة)، مدار الجدي (خطّ عرض -23.5 درجة)، الدّائرة القطبية الشّمالية (خطّ عرض +66.5 درجة) و الدّائرة القطبية الجنوبية (خطّ عرض -66.5 درجة). و تتميّز المناطق بين مدار السّرطان شمالا و مدار الجدي جنوبا بوجود يوم من السّنة على الأقلّ تمرّ الشّمس فيه من سمت الرّأس (أعلى نقطة في السّماء). و تتميّز المناطق بين القطب الشّمالي و الدّائرة القطبية الشّمالية جنوبا و المناطق بين القطب الجنوبي و الدّائرة القطبية الجنوبية شمالا بوجود يوم من السّنة على الأقلّ يطول نهاره 24 ساعة و يوم آخر من السّنة على الأقلّ يطول ليله 24 ساعة. و سنرى في الفقرة المقبلة سبب تغيّر الفصول .
|
Copyright © 2001 - 2004 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |