والأُمّةُ قدْ تُمْتَحَن باحتلالِ
أَرِضِها فَتُناضِلُ مِن أجلِ الحُريَّةِ حتى تَسْتَرِدَها على
المَدى القَصيرِ أو الطويلِ , وَتُمْتَحن باغتصابِ خيْراتِ
أَرْضِها وأَرْزاقِ بَنيها فَتَحْتَملُ الجوعَ والحِرمانَ ,
وَتقْتاتُ من أمَلِها المَرجُوِّ في الخلاصِ . بلْ قَد تُحارب
في عَقيدَتِها فيَتَصدَّى الضَّميرُ
الشَّعبيُّ لِحمايَتِها بالرَفضِ والتَحَدّي. لَكنها حينَ
تُمْتَحنُ بِسَرِقةِ لِسانِها تضيعُ .
تُمسَخُ شَخْصِيَتها القَوميّةُ
, وَتبتر مِن ماضيها وتُراثِها
وتاريخِها ثمَّ تَظَلَّ محكوماً عليها بِأن تَبقى أبداً تحتَ
الوِصايةِ الفِكرِيّةِ والوِجْدانيةِ للمُسْتَعمرِ حتى بعدَ أن
يجلو عن أَرِضها , يَشُدُها إليه نوعٌ مِن الاستِعْبادِ الفِكرِيِّ
, إذ لا تَجِدُ غيرَ لِسانِهِ وسيلةً للنُطقِ والتَعبيرِ , ولا
تَلْتَمِسُ في غيرِ مكْتَبَتِهِ زادَها الفِكريِّ والأدَبيِّ
والثَقافِيِّ .
بنتُ الشاطئ |