|
|||||||||||
يُحْكى أَنَّ رَجُلاً أُصيبَ بحالَةْ نَفْسِيَّةٍ غَريبَةٍ ، فَامْتَنَعَ عَنْ تَنَاوُلِ الطَّعامِ ، وَأَخَذَتْ حَالَتُهُ تَزْدادُ سوءاً، حَتّى تَوَهَّمَ أَنَّهُ تَحَوَّلَ إلى بَقَرَةٍ .فَراحَ يَخورُ قائِلاً : "اذْبَحوني وَأَطْعِموا النّاسَ مِنْ لَحْمِي" . وَلَمّا عَجَزَ الأَطِبّاءُ عَنْ مُعالَجَتِهِ . وَيَئِسوا مِنْ شِفائِهِ ، لَجَأَ أَهْلُهُ إلى الطَّبيبِ (ابْنِ سينا) ، وَهُوَ طَبيبٌ وَفَيْلَسوفٌ عَرَبيٌّ مَشْهورٌ ، فَذَهَبَ إِلى بَيْتِ الرَّجُلِ المَريضِ وَمَعَهُ عَدَدٌ مِنْ مُساعِديِهِ ، وَوَقَفَ في رَدْهَةِ البَيْتِ شاهِراً سِكّينَةً كَبيرَةً ثُمَّ صاحَ قائِلاً : ـ "أَيْنَ هَذِهِ البَقَرَةُ التي تُريدونَ ذَبْحَها ؟"
فَلَمّا سَمِعَ الرَّجُلُ كَلامَ الطَّبيبِ ، اغْتَبَطَ وَخارَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ ، وَهَرْوَلَ نَحْوَهُ ، فَأشارَ "ابْنُ سينا" إلى مُساعِديهِ ، فَقَيَّدوا الرَّجُلَ وَطَرَحوهُ أَرْضاً ، وَأَخَذَ "ابنُ سينا" يَفْحَصُهُ وَيَحُسُّ جِسْمَهُ بِطَرَفِ السِّكّين ، ثُمَّ قالَ : "إِنَّ هذِهِ البَقَرَةَ نَحيفَةٌ ، هَزيلَةُ الْجِسْمِ ، لا تَصْلُحُ غِذاءً لأحَدٍ ، فَأعْلِفوها حَتّى تَكْتَنِزً لَحْماً وَشَحْماً ، وَعِنْدَئِذٍ نَحْضُرُ لِذَبْحِها" .
وَمِنَ
الغَريبِ ، أَنَّ الرَّجُلَ بَدَأَ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَومِ يَتَناوَلُ
الطَّعامَ ، وَكانَ أَهْلُهُ يَدُسُّونَ لَهُ فيهِ أَدويَةً أَحْضَرَها
لَهُمْ "ابْنُ سينا" ، فَأَخَذَتْ صِحَّتُهُ تَتَحَسَّنُ شَيْئاً فَشَيْئاً
حَتّى بَرِئَ مِنْ مَرَضِهِ .
|
|||||||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |