رَدُّ الِفعْلِ المُنْعَكِسِ
:
عِنْدَما يُفاجَأ الإِنْسانُ بِحادِثَةٍ مُعَيَّنَة قَدْ تُسَبِب لهُ ألَماً
، فَإِنه يَدْفَعُ عَن نَفسِه الخَطَر؛ فَيَقومُ بِالحَرَكَة المُناسِبَةِ بِشكلٍ
عَفَويٍّ ، وَبِطَريقةٍ غَيْرِ وَاعِيَةٍ. وَتَحْدثُ هَذَهِ الحَرَكَة دونَ أمرٍ
مِنَ
الدِّماغِ
، وَتُسمَّى
ردُّ الفِعلِ المُنْعَكِسُ.
فإذا وَقَعَتْ يَدُكَ عَلى رَأسِ دَبوسٍ فَإنكَ تُبْعِدُ يَدَكَ فَوْراً
،
لِتَجَنُبِ ألَمِ الوَخْزِ. وَلَكنْ كَيَفَ َيِتمُّ ذَلكَ ؟ تَقومُ
أَعْصابُ الحِسِّ
في اليَدِ بإِرسالِ رِسالَة إلى
النُّخاع الشَّوْكيِّ
لإبْعادِ اليَدِ
، فَيَصْدِر
النُّخاعُ الشَّوكيِّ
أوامِرَهُ إلى
أعْصَابِ الحَرَكَةِ
مُباشَرةً دونَ أنْ تَمُرَّ في
الدِّماغِ فَتَنْقَبِضُ العَضَلات ِاللاَّزِمَة لإِبْعادِ اليَدِ.
والجِسْمُ السَّليمُ يَقومُ
بِردِ
الفَعْل المُنْعكِسِ
في
أَجْزائِه المُخْتَلِفَةِ
، وَإذا كَانَ أَحدُ الأَجْزاءِ لا يَقومُ بِذلكَ
بِصورَةٍ طَبيعيَّةٍ ؛ فَإنَّ ذلكَ يُمَثلُ أَعْراضاً مَرَِضيَّةً
، أو تَلَفاً في
أعْصابِ
ذلك الجُزْء ، وَالِمثال التَّالي يُوَضِحُ كَيَفَ يَقومُ الطَّبيبُ بِفُحصِ
رَدِّ
الفِعل المُنعَكِسِ
في أجْزاءِ الجِسْم.
يَجْلِسُ الشَّخْصُ المُرادُ فَحْصُ مَدى سَلامَةِ
أعْصابِ
رِجْلِهِ على طَرَفِ طَاوِلة
، وَرِجْلاهُ مُعَلَقَتانِ في الهَواءِ
، وَيَقومُ
الطَّبيب ُبِضَرْب أسْفَلِ الرُكبَّة بِمَطْرَقَة
مطَّاطِية صَغيرَة , فَإذا تَحَرَّكت الرِّجْل
، فَإنَ الطَّبيبَ يَسْتَنْتِج ُأَنَ
أعْصَابَ الحِسِّ قَدْ
نَقَلَت الرِّسالَةِ
، وَأنَّ أَعْصابَ الحَرَكَةِ
قَدْ اسْتلَمَتْ الجَوابَ
، وإذا لَم تَتَحرَّكِ الرِّجْلُ
، فَإنَ ذلك يَكونُ
مُؤشِراً عَلى وُجودِ مَرضٍ أوْ تَلَفٍ في
الأَعْصابِِ.