وُلِدتُ في الْبَصْرَةِ، وَتَنَقَّلْتُ بَيْنَ بَغْدادَ والشَّامِ وَمِصْرَ،
وَعِشْتُ حَياتي أطْلُبُ الْحَقَّ وَالْعِلْمَ . كنْتُ أَقْرَأُ
، وَأُلّخِّصُ
،
وَأَفْهَمُ، وأناقِشُ، وَأَحتَرِمُ أَساتِذَتي
، وَآراء غَيْري . كَتَبْتُ في
الْمَسائِلِ الْحِسابيَّةِ
، وَالأشْكالِ الهَنْدَسِيَّةِ .
وَأَلَّفْتُ في عِلْمِ الطّبِ . لَكِنَّ شُهْرَتي كانَتْ في دِراسَةِ الضًّوءِ
،
وَكِتابي
( الْمناظِرُ )
شاهِدٌ على ذَلِكَ
، فَفيه دِراسَةٌ عَنْ حِبالِ النُّورِ وَتُسَمُّونها اليَوْمَ
الأشِعَّةَ، كَما وَصَفْتُ فيه أجزاءَ الْعَيْنِ، وَذَكَرْتُ أسْماءَها . وَقَدْ
سَمِعْتُ أنَّكُمْ تََدْرسونَ ذَلِكَ في كِتابِ الْعُلوم .
مِنْ أَشْهَرِ فَلاسِفَةِ الشَّرْقِ،
وَأَطبَّائِهِ وَعُلَمائِه. تَرَكَ مُؤلَّفاتٍ عِدَّةً، جَمَعَتْ مُخْتَلَفَ
حُقولِ المَعْرِفَةِ في عَصْرِهِ. وَمِنها كتابُ
(الْقانونِ)
وَجاءَ فيهِ : يَجبُ أنْ يَأخُذَ الطِّفْلُ حَرِّيَتَهُ في الْلَّعِبِ وَالمَرَحِ
. وإِذا غَلِطَ
، فَعَلَينا أَن نُرْشِدَهُ
، لا أَنْ نُعاقِبَهُ بِقَسْوَةٍ .