هَرَبَ جَمَلٌ وحمارٌ من
صاحبهما وسارا معاً حتى وصلا إلى غابة بجوارها مرعى نظيفٌ .
وبَعْدَ أن أقاما أياماً في
الغابة والمرعى، قالَ الحمارُ للجملِ: إنني أَشعرُ براحةٍ وسرورٍ،
وأُريدُ أَنْ أُغَنّيَ بصوتي الجميلِ. فقال الجَمَلُ : إنْ تَفْعلْ
فإني أخافُ أن يَسْمَعَنا الإنسانُ فيربِطَنا ويْضِرِبَنا ويُعُذِّبنا
عذاباً شديداً.
فقالَ الحمارُ: لا بدّ أن
أُغَنّيَ.
نَهَقَ الحِمارُ نهيقاً
عالياً فسَمعَهُ جماعةٌ من الناسِ، فَقَبَضَتْ على الحمارِ والجَمَلِ،
وَرَفَضَ الحِمارُ أنْ يَمشيَ فَوُضِعَ فَوْقَ الجَمَلِ. ولما
شَعَرَ الجَمَلُ بالتَّعَبِ قالَ للحمارِ: لَقَدْ طَربْتُ من غنائك في
الغابةِ وأُريدُ الآنَ أنْ أَرْقُصَ. فقالَ الحِمارُ: لا تَفعَْلْ
يا صديقي فإنّ في ذلك هلاكي. فقالَ الجملُ: لقد زَادَ طربي ،
وَرَقَصَ فَسَقَطَ الحمِارُ على الأرضِ وماتَ. |