نموذج لتدريس: دراسة صورة بلاغية في نص أدبي فجيعة والد
أوْدى بنى وأعقبوني حسرة بعـد الرقـاد وعبرة ما تقلع فغبرْت بعدهمو بعيش ناصب وإخـال أنى لاحق مستتبـع ولقد حرصت بأن أدافع عنهمُ فإذا المنيـة أقبلت لا تدفـع وإذا المنية أنشبت أظفارهـا ألـفيت كـل تميمة لا تنفع وتجلدى للشامتين أريهمـو أنى لريب الدهر لا أتضعضع ولقد أرى أنّ البكاء سفاهةٌ ولسوفَ يولعُ بالبُكا مَنٍ يُفْجَعُ
التمهيد لفهم الاستعارة : عزيزي الدارس : لنذكر بعض التراكيب العامية ، التي تشتمل على استعارات ، ويمكن بها التمهيد لفهم الاستعارة هنا ، مثل : "الفقر عاضض فيه" – "الموت بيشاور عليه" – "المصايب مكبشة فيه" . إن كل تركيب من هذه التراكيب فيه كلمة مأخوذة من استعمال آخر ، لينتفع بها في هذا التركيب . فكلمة "عاضض" مأخوذة عن استعمالها للوحش أو الكلب مثلاً ، وكلمة "يشاور" مأخوذة عن استعمالها للإنسان يشير بيده ، وكلمة "مكبشة" مأخوذة عن استعمالها لشخص يتشبث بيده في شيء .
يُمكننا الربط بين انتقال الكلمة من استعمالها الأصلي ، إلى استعمالها الجديد، وبين من يستعير كتاباً من المكتبة ، أو يستعير حقيبة من زميله، لينتفع بها ، ففي كل تركيب من التراكيب الثلاثة كلمة مستعارة أتينا بها لتأدية فائدة، وهذه الكلمات المستعارة هي : "عاضض" في التركيب الأول، وقد استعيرت من الوحش ، وكلمة "يشاور" في التركيب الثاني، وقد استعيرت من الإنسان، وكلمة "مكبشة" في التركيب الثالث، وقد استعيرت من الإنسان أيضاً. ومن السهل أن نقول – كذلك – أن الشيء الذي استعيرت منه الكلمة والشيء الذي استعيرت له الكلمة ، بينهما مشابهة.
|
||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |