مَثَّلَتْ الجملُ السابقةُ عَمَلَ الاسمِ المشتقِّ من
الفعل ، فيما بَعْدَهُ ـ كما يَعْمَلُ الفِعْلُ الذي
اشْتُقَّ منه ( الوصف) ـ الاسمُ المشتقُّ فيما يليه من
الأسماء. ولأنَّ الإضافَةَ اللفظيةُّ، لا تُقيدُ المضافَ تعريفاً ولا تخصيصاً ـ ولا تكونُ على معنى أَحَدِ حروفِ الجَرِّ الثلاثةِ (من، اللام، في)، لكنّها تُفيدُ في تخفيفِ اللفظِ ، عن طريقِ حَذْفِ التنوين ، من الاسمِ المشتقِّ المضافِ ، كما في الأمثلةِ السابقةِ والتي تَصيرُ عِنْدَ إضافَتِها :
والأمْرُ نَفْسُهُ يُقالُ عندما يكونُ الاسمُ المشتقُّ مثنىً أو مجموعاً جَمْعَ مُذَكِّرٍ سالماً ، فَعِندَ إضافتهما إلى معمولِهما ، فإننا نَحْذِفُ النونَ من كليهما تخفيفاً وتسهيلاً للفظِ . نقولُ في غيرِ الإضافةِ اللفظية : المتعهدان مُتَِمانِ العملَ قريباً .... يُتِمّانِ . إن صانعين المعروفَ كثيرون . فَعِنْدَ إضافةِ الوصفين المشتقين ( متمان ) و ( صانعين ) إلى معمولهما يصيران : المتعهدان مُتما العملِ قريباً .
إنَّ صانعي المعروفِ كثيرون . فبإضافة المشتقِّ إلى معمولِهِ ، يُحْذَفُ التنوينُ ونونُ جَمْعِ المُذَكرِ السَّالِمِ من المشتقِّ ، مما يخفف النطقَ بِه . ولأنَّ إضافة المشتقِّ إلى معمولِهِ في الإضافةِ اللفظيةِ لا يُغّيّرُ من معنى الجملةِ قبلَ الإضافةِ ، وإنما يُفيدُ هذا النوعُ من الإضافةِ تخفيفَ النُّطقِ بالمشتقِّ المفرَدِ المنوّنِ ، وفي المشتقِّ المثنى والمجموعِ جَمْعَ مذكرٍ سالماً ـ كما مَرَّ ـ. وما يَتَرتَّبُ على ذلك من سهولةٍ بنطقِ المُشتقِّ ، سُمِيَّت هذه الإضافةُ باللفظيةِ ، لأنّ أثَرَها المباشِرَ يَقَعُ على اللفظِّ ، لتخفيفِ نُطْقِهِ، وحيثُ أنَّها لم تؤثر في معنى الجملةِ ، كما هي الحالُ في الإضافَةِ المعنويِّّةِ ، ولم تُفِد المضافَ تعريفاً ولا تخصيصاً، ولا تَتَضَمَّنُ معنى حروفِ الجَرِّ الثلاثةِ ، التي تُستفادُ من الإضافةِ المعنويَّةِ ، فَقَدْ سُميت بسبب ذلك كُلِّهِ ـ الإضافةَ اللفظيةَ.
|
||||||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |