فدوى طوقان : مختارات قالت لي العرافة
-2- كانت خُطاه حين جاء جرساً يقرعُ في أقبية الظلام والريحُ كانت حين جاء فرساً تركضُ تحته وتنفضُ الحطام أردفني وراءه وقال يا حبيبتي حبّك يحمي ظهري العريان التصقي بي، لا تخافي الليل والذؤبان فالحبّ لا يخاف يوم امتطيناها ظهور الخيل راحت أغانينا تومضًُ مثل الخنجر العريان على ضفاف الليل *** على ضفاف اللّيل تسامقت أشجارنا وأطلعت الزهر والأثمارُ والنجوم وكلّما نجمٌ هوى في موسم الإعصار والسموم انتفضت أشجارنا وأطلعت سواه أفواجاً من النجوم *** يوم امتطيناها ظهور الخيل تجوهرت جباهُنا في الشمس تعصّبت بالعنفوان صرنا الرؤى تلمّها الأجفان صرنا زهر على شفاه السهل والغور والنهر وأصبحت هُدب الصغار راياتنا حين تفتّحت عيونهم على وميض أغنياتنا (صوتٌ داخليّ): لكنما الرياحُ في هبوبها تقولُ حاذري إخوتك السبعة تقول حاذري إخوتك السبعة تقول حاذري إخوتك السبعة *** لو انّا نطامنُ من صوتنا ونكبحُ هذا الهياج ولو نتوارى ونمشي رويداً رويداً وراء السياج فلي إخوةٌ يا حبيبي غُيُرْ لو أنّ القمر يعودُ إلى كهفه في الجبال ويرخي الستر أخافُ الضياء يشي يا حبيبتي بنا فإنّ كلاب الطراد على دربنا تجنّ إذا برقت في الظلام نصالُ القمر - حبّك يحمي ظهري العريان التصقي بي، لا يكون الحبّ يا حبيبتي جبان (صوت داخلي): لكنما الرياحُ في هبوبها تقولُ "حاذري إخوتك السبعة تقول حاذري إخوتك السبعة تقول حاذري إخوتك السبعة"
|
||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |