وكان للشابي مولد موغل في الغرابة يصطنع من الأمور العادية مشاهد وقصصاً . ونحن عادة لا نقدر الأخيلة بما فيها من المادة بل بما فيها من الصور وبالقرآن الذي بين تلك الصور . الجد يغلب على ديوان الشابي ولا ريب في أن اتجاه الرجل كان جدياً حزيناً ولكن يبدو أن الشابي كان في أيام تلمذته قبل أن يعلم مرضه أو قبل أن يدرك خطورة مرضه يميل إلى الهزل والمعابثة ككل شاعر آخر أو ككل إنسان في صباه .
أغراض الشابي محدودة في نطاقها فهي تدور في الوجدانيات وما يتبعها من التأمل في الحياة وكان الشابي منذ طوره الأول قد قال إنه عازلف عن الفنون المألوفة التقليدية مكتف بما يعبر فيه عن شعوره ، فإذا أغراض الدائرة في ديوانه التأمل في الحياة الطبيعية ( الغابة ، العصفور ، الزنبقة ، الخريف ، المساء ) وفي الحياة الإجتماعية ( السياسية والوطنية والحياة الأدبية ) ، وفي الحياة الماورائية ( الله ، الموت ) ثم موضوعات الوجدانيات ( رثاء أبيه ، المجد ) والموضوعات النفسانيات ( الكآبة ، الشعر ، الأمومة والطفولة ) ثم الغزل والحب .
موضوعات الشابي الشعرية : كانت قصائد الشابي تدور حول موضوعات مختلفة وكلها من صميم تجاربه وخبراته ، فهو لم يكتب إلا ما كان يحس به في داخله ، فقد ظهر حبه العميق ، المفرط في عمقه ، على سطح كل بيت شعر كتبه ، وكل قصيدة قالها .
| |||||||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |