نهاية العمل الأدبي الناجحة هي جزء من نجاح وجودة الحبكة في الرواية، وهذا يعني أن الكاتب مطالب بأن يقيم التوازن بين الحدث أومجموعة الأحداث في الرواية، وبين صراع الأفكار والشخوص فيه، لأن من شأن الارتباط بين مجموعة الأحداث وصراع الشخوص في حياتهم من خلال الرواية من شأنها أن تؤثر وتطور هذه الأمور، الى أن تصل هذه الصراعات إلى ما يسمى الذروة، ومن ثم تهبط نزولا إلى ما يسمى بالنهاية، والتي تسمى نقطة التنوير. وعندما تكون النهاية مرتبطة ارتباطاً عضويا بالأحداث والافكار وصراعهم فإن من شأن ذلك أن يقنع القارىء بأن هذه الرواية يمكن أن تحدث أو هي حدثت بالفعل. لقد ارتبطت الأحداث والأفكار ومواطن الصراع مروراً بالذروة ثم نزولاً إلى النهاية المقنعة في رواية نجيب محفوظ ، لقد بدأ منذ بداية الرواية أن مصيراً غامضاً ينتظر هذا الخارج من السجن والمصمم على الانتقام من عدة أشخاص . لقد قادت الخيبات المتتالية التي مر بها سعيد مهران الوشاية به والقبض عليه وسجنه، وكذلك قاد تنكر أقرب الناس إليه إلى الانتقام الذي عشش في صدره من خلال أحداث الرواية ، حتى صار مطارداً بعد قتل شخصين لاذنب لهما ، وقد توقع هو نفسه ، بأن حكم الإعدام في انتظاره.
إذاً ماذا ستكون عاقبة لص ومجرم وطريد غير الموت. كانت كل الأحداث، التي وقعت لسعيد، وكل الممارسات التي مارسها تنبىء بنهايته كما وردت في الرواية ! كانت النهاية التي انتهى اليها سعيد مهران في الرواية معادلاً موضوعيا لما اقترفه من جرائم . ولو أن الرواية انتهت على شكل مفرح لكانت مفاجأة للقارىء ولما بدت مقنعة في أي حال.
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |