وقفَ النسرُ جائعاً يتلوّى
فوقَ شِلوٍ على الرِّمالِ نثيرِ |
وعجافُ البُغاثِ تدفَعهُ
بالمخلبِ الغضّ والجناحِ القصيرِ |
فسرتْ فيهِ رَعشةٌ من جُنونِ
الكِبرِ واهتزَّ هِزَّةَ المقرورِ |
ومضى ساحباً على الأفُقِ الأغبرِ
أنقاضَ هيكلٍ مَنْخورِ |
وإذا ما أتي الغياهِبَ واجتازَ
مدى الظنِّ في ضميرِ الأثيرِ |
جلجلتْ منهُ زَعقةٌ نشَّت الآفاقَ
حرّى من وهْجِها المُستطيرِ |
وهوى جثةً على الذِّروةِ الشّماءِ
في حِضنِ وكرهِ المَهجورِ |