مِثلما يُنْصَبُ المضارعُ بأنْ الظاهرةِ في مثل قولِنا : أطْمَحُ أنْ أُحَقِقَ آمالي . فإنّه يُنصَبُ بأنْ المضمَرة – غير الظاهِرَةِ – في مثل قولنا : قابَلْتُه لأوضِحَ له خطأهُ = قابَلْتُه لأن أوضِحَ له خطأه .
إضمارُ أنْ جوازاً : تضمر أنْ جوازاً أو تذكر صراحةً ، بَعْدَ سِتَةِ حروفٍ هي : 1. لامُ كي – والتي تُسمى لامَ التعليل – وهي لامُ الجَرِّ التي يكونُ ما بعدها سَبَباً في حدوث ما قَبْلها . مثل: "وأنزلنا إليك الذِكْرَ لتُبيِّنَ للناسِ" أي لأجلِ أن تُبَيِّنَ للناسِ . ومثل : هاتَفْتُكَ لِتَطْمَئِنَّ . ومثل : حضرتُ لأستفيدَ ، أو لأن أستفيدَ .
2. لامُ العاقِبَةِ ، وهي اللامُ الجارَّةُ ، التي يكونُ ما قَبْلَها نتيجةً وعاقبةً ومصيراً ، لما قبلها وليسً سبباً في حصولِهِ ، ويُسميها بَعْضُهم لامَ الصيرورةِ – أي ما صارَ إليه الحالُ . أو لامَ المآل – أي ما آلَ إليه الأمرُ . ويمثلون لها بالآيةِ الكريمةِ المتعَلِقَةٍ بِعُثورِ قومِ فرعونَ ، على سيدنا موسى عليهِ السلامُ . "فالتَقَطَهُ آلُ فِرْعونَ ليكونَ لهم عَدواً وَحَزناً" قال فرعون لم يلتقطوا موسى عليه السلامُ ليكون لهم عدواً وحِزناً . ولكن العاقبةَ والمآلَ والمصيرَ الذي انتهي إليه التقاطُهم له ، أنّه صارَ كذلك . ومثل : ربى الوالدان ابنهما ليعقهما عند الكبر .
3. بَعْد أحدِ هذه الحروفِ العاطفةِ (الواو والفاء وثم
وأو) عندما تَعْطِفُ الفِعْلَ المضارعَ علىالاسمِ
الجامِدَ . وإنما يُنْصَبُ الفعلُ المضارعُ بعد هذه
الحروفِ بأنْ مضمرةٍ لسببٍ منطقيٍّ ، ليتسنى لنا أنْ
نوُجِدَ بواسطتها مَصْدراً نستطيعُ عَطْفَهُ على
الاسمِ الجامِدِ – المصدر – لأن الفعل لا يجوز أن
يُعْطَفَ على الاسمِ الخالِصِ، بلْ يُعْطَفُ على
فِعْلٍ مِثلِهِ .
|
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |