ثانياً : الفِِعلُ المتعدي
أفعالُ القلوبِ المتعَدّيةُ إلى مفعولين ، هي : رأى ، وعَلِمَ ودَرى ووَجَدَ وألغى وتَعَّلمْ وظَنّ وخَالَ وحَسِبَ وجَعَلَ وحجا وعَدَّ وزَعَمَ وهَبْ . وقد سُميَّتْ هذهِ الإفعالُ أفعالَ القلوبِ لأنّها تَدُلّ على ادراكٍ يَحْصُلُ بالحسِّ الداخليِّ ، أي إن معانيها تُدْرَكُ بواسطةِ القَلْبِ. ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ كلَّ أفعالِ القلوبِ تَنْصُبُ مفعولين ، فَبَعْضُها يَنْصُبُ مفعولا واحداً مثل عَرَفَ وبَعْضُها لازمٌ لا يتعدى ، مثل حَزِنَ وجَبُنَ . وأمثلة الأفعالِ المتعديةِ إلى مفعولين : رَأَيْتُ الصّدْقَ سبيلَ النجاحِ . عَلِمْتُ الشرَّ سبيلَ الفشَلِ . درى الصديقُ صديقَهُ مخلصاً. - القيتُ – وجدت – تَعَلَّمْتُ التواضعَ خيراً من العُنْفِ. تَعَلَّمْتُ التواضعَ شرفاً. حجا ، ظَنّ ، حَسبَ ، خَالَ الطالبُ المسألةَ سهلةً . عَدَدْتُ الصديقَ أخاً . ظننتُ ، زَعمْتُ الشريكَ أميناً . هَبْ – افترضْ – الأمْرَ جَدّاً . وأفعالُ القلوبِ المتعَدّيَةُ إلى مفعولين ، على نوعين : نوع يُفيدُ اليقينَ ، أي الاعتقادَ الجازمَ ، ونوعٌ يُفيدُ الظَنَّ وهو تَرجحُ وقوعِ الأَمْرِ . فأفعالُ اليقينِ اتي تَنْصُبُ مفعولين هي : رأى ، التي تَعني عَلِمَ واعتَقَد ، مثل : رأيتُ رَحْمَةَ اللهِ واسعةً ، ومثل (رأى) الدالةُ على اليقينِ (رأى) التي مصدرُها الرؤيا التي يَراها النائِمُ مثل : رأيت – في المنام – الظُلْمَ زائلاً ، فإنْ دَلَّتْ (رأى) على الابصارِ بالعين ، كانت مُتعديةً إلى مفعولٍ واحدٍ ، مثل : رأيت الشمسَ في السماءِ . والفعل الثاني من أفعالِ اليقينِ ، هو (عَلِمَ) الذي يَعني (اعْتَقَدَ) ، مثل عَلِمْتُ الحَقَّ ضائعاً في هذا الزمنِ ! . فإن كانت (عَلِمَ) بمعنى (عَرَفَ) تَعَدَّتْ إلى مفعولٍ واحدٍ . مثل : عَلِمْتُ الخَبَرَ = عَرَفْتُ الخَبَر . والفعلُ الثالثُ هو (دَرَى) بمعنى (عَلِمَ عِلْماً مؤكداً) ، دُريتَ المْخلِصَ . وأَكْثَرُ ما تُسْتَعْمَلُ مُتعديةً إلى مفعولٍ واحدٍ ، مثل : دَريتُ بالأمْرِ . والرابعُ (تَعَلّمْ) بمعنى (اعلمْ واعتقدْ) ، مثل : تعلّمْ شفاءَ النفسِ قهرَ العَدُوِّ . وكثيراً ما تُسْتَعْمَلُ مع (أنَّ) وصِلَتِها ، مثل : تَعَلَّمْ أن خَيْرَ الناسِ الكريمُ ، وعندئذ تكون (أن) وصلتها – اسمها وخبرها – قد سَدّتا مَسَدَّ مفعولي (تَعَلَّمْ) . أما إذا كانت (تَعَلّمْ) فعْلَ أَمْرٍ من الفِعْلِ (تَعلّمَ يتعلَّمُ) فإنها عِندئِذٍ تَحتاجُ إلى مفعولٍ واحد . مثل : تَعَلّمْ الطّبَ أو الهندسةَ . والخامِسُ (وَجَدَ) بمعنى (عَلِمَ واعْتَقَدَ) ومصدرُها (الوَجْدُ والوِجْدانُ) . مثل : وجَدْتُ الإخلاصَ طَبْعَ الأوفياءِ . ومثلُ قَوْلِهِ تَعالى : "وإنْ وَجَدْنا أكْثَرَهُمْ لفاسقين" فإنْ لم تَكُنْ بمعنى العِلْمِ الاعتقاديّ ، نَصَبَتْ مفعولاً واحداً ، مثل : وَجَدْتُ النظارة . والسادسُ هو (ألفى) بمعنى (عَلِمَ واعتَقَدَ) ، مثل ، ألفيتُ كلامَكَ صحيحاً .
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |