دروس في مشكلات البيئة وحمايتها
الأوزون
Ozone (O3)i
تمهيد :
لا شك أن
الهواء الذي يحيط بالأرض والذي تغرق فيه كل الكائنات الحية التي تعيش على
اليابسة والكثير من الكائنات البحرية ، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر (توجد
كميات هائلة من الهواء ذائبة في مياه المحيطات والبحار) ، هو المادة رقم
واحد اللازمة لاستمرار الحياة .
يخطئ الكثيرون
منا حينما يظنون أن الاكسجين هو المادة ذات الأهمية في الهواء، ولو كان
الهواء مكوناً من الأكسجين فقط لاحترقنا وانعدمت الحياة على الأرض، إن
مكونات الهواء الأخرى لا تقل أهمية ، تذكر مثلاً أن 78% من الهواء هو
نيتروجين هذا المكون الأكبر هو الذي يكبح جماح الأكسجين ويلطفه ويجعله
رحيماً ولطيفاً على الكائنات الحية، أما الآرجون (وهو من الغازات النبيلة)
ويشكل حوال 1% من تكوين الهواء فهو أيضاً ملطف ومخفف من حدة الأكسجين . أما
صاحبنا الذي كثر الغاضبون عليه في هذه الأيام وهو ثاني أكسيد الكربون (CO2)
فعلى الرغم من وجوده بنسبة ضئيلة في الهواء (0.314%) إلا أنه ذو أهمية قصوى
لعملية البناء (التركيب) الضوئي التي يصنع بها النبات غذاءه وغذاء الكرة
الأرضية كلها. أما مكون الهواء الآخر ذو الأهمية فهو بخار الماء ، وهو
أحياناً يكون كثيراً فيشبع الهواء ويضايق البشر (خاصة في المناطق البحرية
صيفاً)، أو قد يكون قليلاً جداً فيكون الهواء جافاً (كما هو الحال في
الصحاري التي تتميز بجوها الحار والجاف عموماً).
وبعد لماذا كل
هذه المقدمة عن الهواء؟ وموضوعنا هو الأوزون، لا شك انكم تعرفون أن
الأوزون هو الوجه الآخر للأكسجين، وأن له مملكة خاصة به يكاد يكون هو
الساكن الوحيد فيها تلك هي طبقة الأوزون، والتي كثر الحديث عنها وعن
الثقوب (ليس ثقباً واحداً) فيها وأخطار هذه الثقوب منذ ثلاثة أو أربعة عقود
وسيستمر الحديث عنه (الأوزون) وعنها (طبقة الأوزون) وعن ثقوبها في المستقبل
.