كيف حلّلت لنفسك الافتراء عليّ فقلت أني نَقَّصتُ ، في كتابي ، المرأة ؟
أوّلست أنا من قالت ما قالت تحت عنوان (ليس النساء مصدر الشر ، أكثر الخير فيهنّ) .
"يا ويح الرجل ، ويا لقلة عدله . ليت شعري ، أكان اتيلا ، تيمورلنك ، جنكيزخان ، نيرون وأمثالهم من الأشرار الظلمة نساءً أم رجالاً ؟
ولكن لا بد لروح المرأة أن تنصر روح الرجل في الجهاد الأكبر ، ضد النفس الأمّارة بالسوء والشر ، فيتحد الروحان ، حاملين لواء السلام والحرية ، ثائرين على ما بقي في الأرضين من آثار الهمجيّة ، فيسبك العالم كله مدافعه ، وقنابله ، وسيوفه ، وحرابه ، وبنادقه ، وآلاتِ تدميره ، آلات زراعية ، و(ماكنات) صناعية ، وطرقاً حديدية ، وتصبح الكرة الأرضية ، ولكل أمة أو نفس فيها رجلاً وامرأة على السواء دائرةٌ من الاستقلال والحرية ، حدودها أمنع بقوة القانون من الحصون القوية .
حينئذٍ يعلو صوت الإنسان صارخاً أنا أنا ، أنتَ أنتَ لا مستعبِد ولا مستعبَد ، ويبطل ذاك القول الظالم (من لا يَظلُم يُظلم) ، ويبطل أن يكون هُتاف الناس للقاهر ، والسجود للمتكبر ، والسيادة للشرّ ، وترفع غاية السلم العام الكبرى ، فوق مصلحة النفس ، وفوق كل مصلحة خاصة ، وتحل الاختلافات بالشرائع لا بالمدافع ، ويبطل أن يكون الحياء والخجل من العار والعيب مختصين بالنساء ، ويستوي الرجل والمرأة بالرأفة والحنان ، على بني الإنسان .
إن ذلك الخير كله ستلده للعالم حرية المرأة ، والانتصار في الجهاد الأكبر . إنها الأم والبنت والأخت الحنون الرؤوف لأبناء البشر.
"يا سيدي الشيخ ، كيف تقول : "إن النساء مصدر الشر على الإنسان ؟ أنسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الجنَّةُ تحتَ أقدامِ الأمهات" ؟
"أنسيتَ خديجة أُمُ المؤمنين ، أوَّل من آمن بنبيّنا صلى الله عليه وسلم ، وأنارت فجر دعوته النبوية ، وكانت لهُ في أول رسالتهِ العضد المتين ، والنصوح الأمين ؟"
"كيف تقول أن النساء مصدر الشرّ على الانسان ؟
أنسيتَ أن النساء آمنَّ بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، قبل ان آمن به الرجال ؟ أنسيت أنَّ الرجال كانوا يضعون في طريق النبي صلى الله عليه وسلم حَطباً وشوكاً ويرمونه بالرماد ، وكانت النساء نساؤهم يُحِطْنَ به كالملائكة الحافظين ، فمنهنَّ من رفعنَ الحطب والشوك من طريقهِ ، ومنهنَّ من نفضن الرماد عن رأسه ، ومنهنَّ من ربطن جراح رجليهِ ؟
"أنسيت أنه يوم كان سيدنا عمر رضي الله عنه ، متقلداً سيفهُ مفتشاً عن الرسول ليقتلهُ كانت اختهُ فاطمة بنت الخطَّاب مسلمةً تترنَّم بآيات الله ، وهي التي كانت سبب اسلامهِ ، فصار سيف الاسلام القاطع ؟
"ومن خَّلص موسى عليه السلام من الموت ؟ أوَليست امرأة !" "ومن كان أول من آمن بموسى عليه السلام ؟ أوَليس امرأة هي آسية بنت مزاحم ، وهي التي أصرَّت على ايمانها بالله فاوتدَ رَجُلُها فرعون يديها ورجليها إلى أربعة أوتاد ، ثم أمر أن تُلقى عليها صخرة عظيمة وهي تقول (ربِّ ابن لي عندَكَ بيتاً في الجنة) ؟
|
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |