هل نحن على أبواب دمقرطة للمعرفة؟ يرى القراصنة أننا بعيدون كل البعد في الوقت الراهن عن ذلك، وهم يناضلون بطرقهم الخاصة «التخريبية» لإقرار هذه القيمة... ومع ذلك، فقد يكون ما سبق وحده مبشرا بدمقرطة مثلى للمعرفة، لم يحلم بها أي مفكر أو مبدع أو قارئ على مدار التاريخ. فعدد العلماء والباحثين الذين يحيلون على مواقعهم في تزايد مستمر، والإحالة، داخل نصوص الدراسات الإلكترونية، على المواقع والوثائق الإلكترونية في تزايد مستمر، مما يتيح للقارئ المبحر أن يتحقق من نص الإحالة دون بذل أدنى مجهود، إذ يكفي النقر على نص الإحالة - الرابط، فيملأ المصدر أو المرجع المبحوث عنه واجهة شاشة الحاسوب.
يبدو أننا في في مرحلة انتقالية أخذ ينشأ فيها نوع من الغرابة بين شكلين للمعرفة والتعلم: فمن جهة، ثمة مقالات وكتب، بل ومواقع بكاملها، تحلل الكتب الورقية وتحيل إليها، أو تعرضها للبيع، مكتفية بتقديم الصفحة الرئيسية للكتاب أو محتويات عدد المجلة..، وهنا تبدو المادة المحللة عالما غريبا على القارئ الذي يحس كأنه يحال على عالم غيبي، مما يجعله يطرح السؤال: إذا كنتُ أمام هذا الحشد من المعلومات التحليلية لكتاب، فما منع أن يُدرج النص الكامل على الخط كي أعود إليه الآن، وأستشير الفقرات والفصول المحال إليها؟ ومن جهة أخرى، ثمة مادة معرفية تقدم نفسها كاملة مدشنة شبه قطيعة مع الكتاب المادي، فيجد المبحر مجلات وكتبا، فيها ما هو ذو مستوى أكاديمي رفيع، ينشرها أصحابها لأول مرة على الويب، دون أن تكون لهم نية – فيما يبدو - لإحالتها على المطبعة. من ذلك، مثلا، أعمال شعبة الوسائط التشعبية بجامعة باريس الثامنة...
|
||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |