لقد أدى هذا إلى نشره ورقة علمية شهيرة عام 1982 بعنوان (الشبكات العصبية والأنظمة الفيزيائية الناشئة ذات القدرات الحاسوبية المجمعة) لقد كانت هذه الفكرة فكرة ثورية حقا مثلت قفزة في المنطق أدهشت عالمي الذكاء الاصطناعي وفيزياء الكم ففي السابق اعتبرت مدرسة من الأعلى للأسفل (العقل) على أنه برنامج كمبيوتر معقد موضوع ضمن كمبيوتر ضخم ولكن هو بفيلد اقترح بأن الذكاء قد ينشأ وفقا لنظرية الكم عن ذرات من دون عقل أي برامج على الإطلاق وقد لاحظ الفيزيائي هاينز بيجلز (أن أحد الآثار الجانبية لعمل هو بفيلد هو أن العديد من النظريين الفيزيائيين الذين عملوا في مجال دوران الذرات في الأنظمة الشبكية للزجاج أصبحوا – بين عشية وضحاها – خبراء في خصائص الشبكات العصبية وقد غير بعضهم مثل هو بفيلد مجال اختصاصه) وقد أشار هو بفيلد في ورقته الرائدة إلى أن الفكرة ليست منافية للعقل كما تبدو في الظاهر فكل ذرة في جسم صلب تدور ويمكن – على سبيل المثال – أن توجد في عدة حالات مميزة مثل الدوران للأعلى أو للأسفل وبالمثل توجد الخلية العصبية لأيضا في حالات منفصلة قد تطلق طاقة أو لاتطلق وفي كم من المادة الصلبة هناك مبدأ عام يحدد الوضع الذي يفضله النظام أي أن الذرات ترتب نفسها بحيث تكون طاقتها أدنى ما يمكن ويمكن اختزال فكرة هو بفيلد إلى ما يلي : تختزل شبكة عصبية (طاقتها) إلى الحد الأدنى كما تفعل المادة في حالتها الجامدة تماما لقد جسدت تلك الفكرة اكتشاف هو بفيلد فقبله لم يكن هناك مبدأ موحد يسمح للمرء بفهم الشبكات العصبية ولقد عثر هو بفيلد باستخدام المبادىء العامة لنظرية الكم على المبدأ الموحد للشبكات العصبية فكل الخلايا العصبية في الدماغ تعمل على نحو تقلل فيها (الطاقة) المستخدمة في الشبكة إلى حد أدنى والتعلم هو عملية التوصل إلى استخدام الطاقة الأدنى وكما يقول جيم أندرسون من جامعة براون (لقد علمنا دائما أن الشبكات العصبية تعمل ولكن هو بفيلد أوضح لماذا تعمل : لقد كان ذلك مهما حقا لأنه أعطانا الشرعية) ونتيجة لذلك فقد انفتح عالم جديد بالكامل من البحث العلمي وأصبح الفيزيائيون جزءا من طليعة جديدة من الباحثين المختصين في بحوث الشبكات العصبية وكما التقط الرياضي البريطاني آلان تورنج المبدأ الرياضي الجوهري للآلة الحاسبة فقد اكتشف هو بفيلد أحد القوانين العامة وراء الشبكات العصبية وقد ساعد هذا بدوره على الإحياء الحالي لنظرية الشبكات العصبية ومن السهل تصور الفكرة الأساس وراء اكتشاف هو بفيلد لنأخذ علىسبيل المثال كرة تتدحرج إلى أسفل منطقة وعرة مليئة بالشقوق والوديان والجبال وبالطبع فإن الكرة ستتدحرج إلى أحد الوديان وبعبارة أخرى فإن الكرة تبحث عن وضعية الطاقة الدنيا للجاذبية (الوادي) تصور الآن أن المنطقة الوعرة تمثل كل الحالات المحتملة للخلايا العصبية في الدماغ حيث تمثل كل نقطة في هذه المنطقة حالة معينة للأوزان في الشبكة العصبية (توجد المنطقة في مكان يحدده البعد (ن) وفي كل مرة تتدحرج فيها الكرة تتغير الأوزان في الشبكة العصبية بحيث تتدحرج الكرة نحو حالة تبذل فيها أقل طاقة والكرة المتدحرجة تمثل هنا عملية التعلم المعقدة وعلى الرغم من أن رياضيات الشبكة العصبية يمكن أن تكون معقدة جدا فقد بين هوبفيلد أن الصورة الرياضية الأساسية ليست أصعب من كرة تتدحرج أسفل هضبة لقد تابع هو بفيلد عمله ليجدأ أن شبكاته العصبية أظهرت تصرفا غير متوقع يقلد الوظائف الفعلية للدماغ فقد اكتشف – على سبيل المثال – أن الشبكة العصبية تتصرف بالطريقة ذاتها تقريبا حتى بعد إزاحة عدد من الخلايا العصبية أي أن هندسة الوديان لم تتغير وبعبارات أخرى فإن الوديان تناظر الذكريات ومثل الذكريات الحقيقية التي تبقى في المخ حتى بعد تلف ملايين الخلايا الدماغية فإن هذه الوديان في الشبكة العصبية تكون مستقرة تماما حتى بعد أن تحطم جزئيا وبدلا من أن تكون هذه الوديان أو الذكريات مجمعة في موضع واحد في الدماغ فإنها تكون موزعة على كامل النظام لقد قدم ناتج جانبي آخر لهذا النموذج تفسيرا للأفكار المتسلطة فإذا لم تكن حذرا أحيانا في تحضير شبكة عصبية فأن واديا معينا قد يصبح كبيرا جدا بحيث يلتهم كل الوديان المجاورة وسوف تقع الكرة حتما بعد ذلك في الثقب الفارغ وهذا ما قد يحدث في حالة وجود فكرة متسلطة لكن أغرب ناتج جانبي لهذه الفكرة البسيطة والمبدعة في الوقت ذاته لم يكن متوقعا على الإطلاق فلقد وجد هوبفيلد أن شبكاته العصبية بدأت تحلم .
|
||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |