كبار الناس لا صغارهم
الخميس في 1 / 5 / 1919
... مدارسنا لا ترتقي ولا تلقى حاجة البلاد بقضائها إلا إذا تطوع للتعليم فيها الطبقة الراقية من الأمة من أصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية والوطنية الصادقة والأخلاق الفاضلة ، وإلا فإذا احتقرنا مهنة التعليم وتركناها للصعاليك الجياع العراة المملقين المداهنين فأحر بنا أن نكون كمن يتجرع السم بيده . نحتاج إلى مدارس ترفع النفوس لا تضعها ، ترقي الأخلاق لا تفسدها ، تربي الناشئة على المباديء العالية لا المباديء الواطئة، وذلك لا يستطيعه إلا كبار الناس لا صغارهم ...
مستقبل مجيد
زارني قبل الظهر راغب بك النشاشيبي فجعلنا نتجاذب البحث في أمور بلادنا . أكبر خطر على الأمة العربية أولاً الصهيونية . إذا لم نتحد في مقاومة الصهيونية ذهبت فلسطين من أيدينا وعرضنا غيرنا للخطر ، وإذا خسرت أمة بلادها فقد خسرت كل شيء .
إذا أردنا أن يكون لنا مستقبل مجيد فيجب أن نحتفظ ببلادنا بكل قطعة منها ، وما دام لنا بلاد فمستقبلنا مضمون . الخطر الثاني التجزئة . مهما بلغنا من الانحطاط ومهما اختلفنا في الأخلاق والأذواق والعادات فإن تلافي ذلك ميسور إذا اتحدنا ، ولكن إذا تجزأت بلادنا وأصبحت كل قطعة من بلادنا في يد دولة فإننا لا نلبث أن نصبح أمماً مختلفة لا تزيدنا الأيام إلا اختلافاً . لا نستطيع أن يكون لنا وجود قومي إلا إذا بقيت بلادنا لنا من أقصاها إلى أقصاها وجمعتنا الوحدة العربية . لا يحترم أحد جانبنا إلا إذا ألفنا وحدة كبيرة . بلادنا واسعة حسنة الموقع كثيرة الشطوط وافرة الخيرات عظيمة الأهمية وعددنا كثير وفينا قابلية أن نتعلم ونترقي وإذا وجدنا التعليم وبثثنا روحاً عالية في النفوس كنا أمة عظيمة حرية أن يخطب ودها أو يخشى جانبها .
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |