راس روس الأربعاء في 4 / 6 / 1919
منذ يومين أو ثلاثة أخذت سريّاً إلى جانبي وعلمته الحركات الطويلة : الواو والألف والياء . علمته أصواتها وعرفته بشكلها بالفم وبالأصابع . ثم كتبتها له على اللوح مفردة وضمن كلمات . ثم أمليتها عليه ، فجعل يكتبها بخط أنيق كأنه تعلم الكتابة من زمان طويل . ثم جعلت أعرض عليه الكلمات وأسأله أي كلمة فيها الواو والألف والياء ، فلم يخطئ في واحدة . ثم جعلت أكلفه أن يعطيني كلمة فيها الواو والألف والياء ، فكان يذكر عدة كلمات على كل حركة ما دهشت له كثيراً وحمدت نصيبي فيه . والذي أدهشني أكثر أنه جعل يتخيل هذه الحركات في كل شيء ، فكان إذا رأى أمه واقفة قال لها : "أنتِ ألف" ، وإذا ضحكت قال لها : "ضحكتِ ياءً" ، بل جعل يتخيل هذه الحركات في كل أدوات البيت .
ثم عرفته بالسين والراء ، فكتبت هذه الحروف في عمودين جعلت بينهما الواو والألف والياء ، فكنت أضع يدي على حرف منها فيلفظه ، ثم انتقل إلى حركة من الحركات فيقول مثلاً سا أو سو أو سي ، ثم انتقل إلى الحروف في العمود الثالث فيقول سار أو سور أو سوس أو ساد أو راس أو داس أو دار أو دور الخ . ثم جعل يكتب هذه الكلمات وحده ، وكل ذلك في جلسة قصيرة لا تتجاوز الثلث ساعة .
لا أبالغ إذا قلت أن مفرداته في اللغة العربية تكاد تعادل مفردات تلميذ كبير صرف مدة في المدارس . ومما أشير إليه بالإعجاب والسرور أنه لبق الأنامل فلا يرى حرفاً إلا كتبه بإحكام وسهولة وسرعة . لا أجلس إلى طاولتي في المساء إلا طلب قلماً وورقاً ليكتب رسالة إلى عمه يوسف أو خاله أديب ، ثم يطوي الورقة ويكلفني أن أضع له الرسالة في البريد .
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |