قراءة في تقرير اليونيسيف (منظّمة الأمم المتّحدة للطّفولة) وضع الأيتام في العالم 2006 بمناسبة يوم اليتيم العربي للأيتام كل الحق في العيش بسلام في بيئة آمنة
مسؤوليّة الأسرة تجاه الطّفل: تتحمّل الأسرة بركنيها، الأبِ والأمِّ المسؤوليّةَ الرّئيسة عن رعاية الأطفال وحمايتِهم باعتبارها الوحدة الأساسيّة للمجتمع والبيئة الطّبيعيّة لنموّ ورفاه جميع أفرادها، وتأكيدا على ذلك، فقد ورد في ديباجة حقوق الطّفل " بأنّ الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسيّة للمجتمع والبيئة الطّبيعيّة لنموّ ورفاهيّة جميع أفرادها وبخاصّة الأطفال، ينبغي أن تولّى الحماية والمساعدة اللاّزمتين لتتمكّن من الاضطلاع الكامل بمسؤوليّاتها داخل المجتمع".
"وبأنّ الطّفل كي تترعرع شخصيّته ترعرعا كاملا ومتناسقا، يجب أن ينشأ الطّفل في بيئة عائليّة في جوّ من السّعادة والمحبّة والتّفاهم".
فقدان الأسرة: يفترض أن يؤدّي والدُ الطّفل وأمُّه الوظائفَ الضّروريّةَ لرعايته في الأحوال العاديّة للأسرة. ولكن يحدث ولأسباب طارئة منها : (فقدان أحد الوالدين أو كِلَيْهما، والانفصال، أو العنف الأسري والفقر المدقع وأسباب كثيرة أخرى) أن تفشل الأسرة في تأدية وظائفها والقيام بواجباتها ويصبح الكثير من الأطفال محرومين من العيش في بيئة أسريّة تتّسم بالمحبّة والرّعاية ويفتقرون إلى الحماية الأسريّة على أساس مؤقّت أو دائم.
" إن فقدان أحد الأبوين أو كليهما وترك أبناء صغار من خلفهم يضيف إلى المجتمع ومؤسساته مسؤوليات جديدة بصدد المحافظة عليهم ورعايتهم، إذ أن غياب الرعاية السليمة للطفل اليتيم يؤدي إلى تشرده وتخلفه العلمي وجنوحه". (رسالة ماجستير، علي عباس، الجامعة الأردنية، 1980)
الأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية الأبوية يحرم الأطفال اليتامى والمستضعفون من خط حمايتهم الأول – الوالدان- لأسباب مؤقتة أو دائمة منها: - فقدوا الكفيل أو الوصى عليهم (أيتام). - فقدوا الاتصال مع كفيلهم. على سبيل المثال، أطفال الشوارع، والأطفال غير المصحوبين بذويهم أو الأطفال اللاجئون. - انفصلوا عن والديهم. ومثال ذلك أن يكون الآباء معتقلين أو الأطفال مختطفين. - أودعهم الكفيل فى رعاية آخرين. ومثال ذلك، الأطفال المعاقون أو الأطفال من أسر فقيرة الذين أودعوا فى مؤسسات. - يقيمون لفترات طويلة تحت الرعاية فى المستشفى، مثل الوجود على أساس الحالة الصحية كحالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. - يحتجزون فى مرافق للتربية، أو الحبس الاحتياطى أو التقويم أو العقاب تنفيذا لحكم إدارى أو قضائى. ومثال ذلك، المشتبه بهم أو المدانون أو ملتمسو اللجوء من الأطفال.
إنّ حياة العائلة دون شكّ ذات أهمّيّة بالغة بالنّسبة إلى الطّفل وليس ثمّة مكان أو مؤسّسة تعادل في رعايتها وأهمّيّتها وحنوِّها جوَّ البيت بالنسبة للطفل.لذا كان من المهمّ المحافظةُ على دور الأسرة وعدم نزع الطّفل اليتيم من مَحضنه الطّبيعي.
وقد أشار بولبي في تقرير له عام 1951 بأنّ الأطفال الصّغار وإن كانوا في أسر سيّئة الأحوال أفضل من الأطفال الموجودين في مؤسّسات لا يمكنها تزويدهم بالإشباع العاطفيّ الكافي. "الأسرة الطّبيعيّة هي البيئة الأولى المفضّلة لتنشئة ورعاية الأطفال،والأسرة البديلة هي الخيار المقدم لملاقاة تعذر هذه التنشئة والرعاية في كنف الأسرة الطبيعية, وهي مفضلة على صور الرعاية الأخرى كافة..." _ (ميثاق حقوق الطفل العربي,76) .
وفي كل الأحوال، فإن القول بأن البيوت السيئة الأحوال تكون أفضل من المؤسسات الجيدة، أبعد ما يكون عن الصواب إذ يعتمد كل شيء على مدى سوء البيت وجودة المؤسسة. إن المؤسسات والبيوت ينظر إليها الآن على أنها متكاملة لا متنافسة فكلاهما ضروري ومناسب ولكن لمجموعات مختلفة من الأطفال وكلاهما يملك مكاناً خاصاً في نسيج الخدمات المقدمة لرعاية الطفل. (رسالة ماجستير، علي عباس، الجامعة الأردنية، 1980) وغالبا ما يتحمل الأقارب المباشرون في الأسرة الممتدة في مجتمعنا مسؤولية رعاية الطفل عندما تواجه الأسرة طارئا ما كوفاة أحد الوالدين أو كليهما ويقدمون ما يلزم من معونة ودعم ضروريين لكي يستمر في كنف رعاية أسرية. وكثيراً ما يفشل الأقارب في أداء هذه المهمة لسبب من الأسباب خصوصا حين تبرز الصعوبات مثل: جهل أو مرض الأقارب أو كبرهم أو سكنهم بعيدا وعجزهم لأسباب اقتصادية عن أداء المهمة.
"إنّ فقدان أحد الوالدين أو كليهما يمكن أن يترك الأطفال أقلّ ظهورا وأقلّ حماية. وتجبر أعداد متزايدة من الأطفال بسبب وفاة أحد الوالدين أو كليهما على تحمّل المسؤوليّة لاعن حياتهم فحسب، بل أيضا عن حياة أشقّائهم وشقيقاتهم الأصغر سنّا وغالبا ما يرافق ذلك تداعيات وعواقب مأساويّة تتعلّق بحقوقهم ونمائهم ..."ص 39.
|
||||||||
|
||||||||
الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved |