قصيدة المتشائم : حوارٌ بين صديقين
يعتمد موضوع هذه القصيدة الحوار بين صديقين أحدهما متشائم ولا يجد جدوى في احترام الوصايا الدينية ويشككك بجدوى ما يفعله الناس للآلهة أما الآخر فيعاكس رأيه تماماً ومن خلال الجدل نرى المتشائم يصل في النهاية إلى قناعة معاكسة لرأيه .
كتب هذا الحوار (ساجل كينا موبيب وهو أحد الحكماء الكبار الذين ظهروا في عصر نبوذخ نصر الأول أي في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد) .
لقد تخلى عني إلهي واختفى ، لقد هجرتني إلهتي وابتعدت ، وفارقني الروح الحارس الذي يرافقني . رأسي المرفوع الفخور طأطأ نحو الأرض ، وقلبي الجسور قد تملك منه الخوف . مهما نظرت إلى العالم فإن الدلائل متباينة كلا ، إن الله لا يسدّ الطريق على الشيطان أنظر ، أبٌ يسحب الزورق في القنوات وإبنه البكر يفسق في فراشه أخٌ بكرٌ يتبع طريق ، متوثبٌ كالأسد والأصغر يبتهج بدفع بغلة وريثٌ يطوف الشوارع في كل اتجاه مثل عتّال وأخوه الأصغر يقيم مائدة مفتوحةٌ للفقراء وأنا الذي تواضعتُ أمام الله ، ماذا ربحت أكثر ؟ ها إنني راكع عند قدمي مولاي والأصغر ، لأنه غني وموسور ، يعاملني باحتقار
سأثني على إله الحكمة ، الرب المتفكر المتدبر ، الذي يمسك بالليل ويطلق النهار . مردوخ ، إله الحمة الرب المتفكر المتدبر ، الذي يكتسح غضبه كطوفان مدمر ، والذي يتسع قلبه رحمة وصدره مغفرة .
بعد أن كنت أخطو بفخر وعز ، تعودت الانسلال كمجهول ، وبعد أن كنت سيداً محترماً غدوت عبداً ذليلاً . إذا عبرت الطريق أشارت إليّ الأصابع . أصدقائي أداروا لي ظهر المجّن ، وصحبي تحولوا إلى أشرار وشياطين ، وبنزق أنكروني وتبرأوا مني . حتى عبيدي لعنوني في المجالس العامة ، وأهل بيتي عاملوني كنكرة وغريب . لا أحد يقف في صفي ولا أحد يفهمني ، وممتلكاتي جرى توزيعها على الأغراب والدهماء .
وهل يعرف أحد مشيئة الآلهة في السماء ؟ هل يعرف أحد خطط الآلهة على الأرض ؟ ومتى كان للبشر أن يفهموا أو يعوا طرق الآلهة ؟
|
||||||||||
|