لدينا من مصر القديمة عدد من نصوص الحِكَم والوصايا التي تطلعنا على جانب آخر من جوانب الحياة الأخلاقية للمجتمع المصري القديم ، وهذه النصوص طويلة وعلى جانب كبير من الإفاضة والتفصيل.
وصايا أمين أم أوبيت
تعود هذه الوصايا إلى حوالي عام 700 ق.م ، ويبلغ عدد فقراتها حوالي المائتين موزعة على ثلاث عشرة فصلاً :
- لا تسرق من المسكين ، ولا تحمِّل الضعيف فوق طاقته . - لا تزعزع أحجار حدود الحقول عن مواضعها . - ولا يكن جشعك لبضعة أمتار من الأرض . - لا توسع أرضك على حساب أملاك الأرملة ، لأن المتر الحلال أفضل من خمسة آلاف متر حرام ، وحصادها لا يبقى يوماً في صومعتك ، وغلتها لا تقدم لبرميل واحد من الجعة . - أفضل لك أن تكون فقيراً بين يدي الله ، من أتكون غنياً في وسط مستودعاتك . - الرغيف الواحد مع الطمأنينة ، أفضل من الثورة مع الأحزان . - لا تشته الغنى ولا المظاهر ، فكل إنسان مملوك لساعته . - لا تجهد نفسك في الاكتناز وحاجتك آمنة . - فإن المال الحرام لا يلبث في يدك ليلة . - ومع الصباح يختفي من بيتك ، تصير له أجنحة وتطير . - لا تطمع في مال الفقير ولا تشته خبزه ، لأنه سيصير شوكة في حنجرتك وقيئاً في حلقك. - إذا كان لك دين عند رجل فقير ، اجعله ثلاثة أقساط ، سامحه بقسطين واترك واحداً . - عندها ستنام ملء جفونك ، وفي الصباح ستجد عملك كالبشارة الطيبة . - لا تجعل لنفسك أوزاناً مغشوشة ، لأنها سوف تزخر بالبلايا بإرادة الله . - لا تقض ليلك في خوف من الغد . - لأنه من يعرف ما سيكون عليه الغد عند انبلاج الصبح . - ما يقوله الإنسان شيء ، وما يفعله الله شيء آخر . - إذا آذاك أحد لا تقل إن لي رئيساً قوياً ، وإذا أصابك أحد بضرٍ لا تقل إن لي حامياً ، بل ضع نفسك في رعاية الله . - لا تهزأ من أعمى ولا تسخر من قزم ، ولا تنفجر غضباً في وجه من يرتكب خطأ ، فما الإنسان إلا قش وتراب ، خلق الله . - إن الله يخلق ألف إنسان ضعيف إذا شاء ، ويخلق ألف إنسان حكيم أيضاً . - لا تنهر الأرملة وهيَ تجمع البقايا في حقلك ، ولا تمنع عن الغريب جرة زيتك ، إن الله يفضل احترامك للفقير على تعظيمك للقوي .
|
||||||||||||
|