نحن بحاجة إلى مدير . القرن المعاصر والتربية الحديثة بحاجة إلى مدير يكون في المدرسة قائداً يقود فريق عمل ولا يدير مجموعة من اللوائح والرموز . مدير يكون قائداً مقداماً ومبادراً ومحاوراً ومشاركاً ومناقشاً ، يستمع للآخرين ولا يلتزم بخطوط الاتصال الرسمية الجامدة والاستاتيكية ، وإنما يخترق كل شبكات الاتصال ويعمل بحزمٍ ومرونة واقتدار ويشارك الآخرين آراءهم ورؤاهم وأحاسيسهم ومخاوفهم وآمالهم وقيمهم واتجاهاتهم وطموحاتهم . نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً يبحث في المعاني والأفكار ويفتح عقله وقلبه لكل أمر جديد .

 

نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً يفكر الكترونياً ... ولا يخاف من ثورة المعلومات وإنما يقترب منها ويتلمسها منهاج عمل وحياة .

 

نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً يتفاعل ويتفاءل : يتفاعل مع البيئة وأحداثها ، ويؤثر فيها ويكتشف بدائل جديدة للعمل . ويتفاءل بالمستقبل ، وتكون له رؤية ثاقبة للأمل الذي يزين الحياة .

 

نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً ديمقراطياً مشاركاً يحيط نفسه بمعلمين يعملون معه ولا يعملون لديه ... ولا يخاف من مناقشتهم ومكاشفتهم بل يشركهم معه في تقرير الأمور ورسم سياسة المدرسة وتنفيذها بعدل ومساواة فيهيء بذلك جواً اجتماعياً وإنسانياً رائعاً .

 

نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً ملماً بالتغيرات : يقرأ الواقع ويستقرئ المستقبل ويستوعب التغيرات ويدرس انعكاساتها ويجرؤ على التغيير في سبيل إعادة البناء . وأخيراً نحن بحاجة إلى مدير يكون قائداً يعتمد على مواهبه وهيبته ... وهي ما تعرف بالكاريزما كما ذكرها ماكس فيبر قديماً أو الهيبة كما عبّر عنها فرنش بعده ، ولكنه إلى جانب ذلك مفكرٌ ذكي وملهم للمعاملين ، ينظر إلى كل واحد يعمل على أنه عامل كريم وشريك عظيم .

 

رجوع