أوى إلى سريره راضياً هنيء
البال ، وهبّ من سريره موفوراً طيّب النفس ؛ ونام بين ذلك نوماً هادئاً هانئاً
لم تنغّصه مروعات الأحلام ، ولم يكد يخرج من غرفته حتى تلقّى أولاده وتلقّوه
بوجوهٍ مشرقة تتألف فيها نظرةُ النعيم ، وثغورٍ جميلة تَبْسِم عن مثل اللؤلؤ
المنضود ، وحملت إليه أصواتُهم الرّخصةُ العذبةُ تحية الصياح ، فردّها عليهم في
صوت حلوٍ جرى فيه الحزمُ الصارمُ ، ومُلئ بالحنان الرفيق ؛ وأَنفق معهم ساعةً
حلوةً يداعب هذه ، ويلاعب ذاك ، ثم انتهى منهم بعد جهدٍ ، ولجأ لنفسه ليصلح من
شأنه قبل أن يغدو إلى عمله ، وكان عمله خطيراً ، وكان اهتمامه لهذا العمل ،
وعنايته به أعظم منه خطراً ، لأنه كان قوي الضمير ، حريصاً أشد الحرص على أداء
الواجب كاملاً ، وكان أبغض شيء إليه أن يتهمه أحد ، أو أن يتهم هو نفسه بأيسر
التقصير ....
رجوع
|