" يا إبراهيم ، حَدِّثني عمّا مرَّ بكَ من الغرائب أيّام اختفائك ، وعَمَّن عرفت فيهم الكَرَم والنبل " . فقال : أتيتُ الكوفة ، فاستَجرتُ برجل ، فأقامني عنده ، ولي كلَّ يومٍ ، ما أُحبُّ من طعامٍ ، وشراب ، ولباس . وهو لا يسألني عن شيءٍ ، ممّا يُقلقني ، بل كان يركب في كلّ يوم من الفجر ، ولا يرجعُ إلاّ قُبيلَ الظهر . فسألته يوماً عن سبب ركوبه ، فقال : كي أُدرك إبراهيم بن سيّار الذي قتل أبي . فقلتُ له : " إمّا دَلَلتُك على بُغيتكِ ، فَبِمَ تُكافئني ؟ "
قال : وأين هو ؟ قلت : أرجو ألاّ يُغضبك اختفائي عنك ، أنا بُغيتك ، فَخُذ بثأرك . ففكِّر ملياً ، ثم قال : " ما كنتُ لأَخفرَ ذِمتِّي " ، ثُمّ أعطاني ألف دينار ، وقال : عليك ألاّ تبقى عندي ، ابتَعد عَني ، فإنِّي لا آمن عليك من نفسي .
|
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |